كنا نتوقع ان تقوم حركة النهضة ذات التوجه الاسلامي (او هكذا اوهمتنا) والتي حصدت اصواتا جعلتها في المركز الاول,بان تكون الشريعة الاسلامية مصدر التشريع,لكن الحركة ومع مرور الوقت اتضح انها مجرد حزب سياسي يهدف الوصول الى السلطة شانها في ذلك شان الاحزاب المسيحية في غرب اوروبا مجرد شعار تتخفى وراءه لإيهام البسطاء بإحياء علوم الدين وإقامة الدولة الاسلامية العادلة.
ان يصل الاستهتار برئيس الدولة بالمطالبة بالمساواة في الميراث(والحجة ان المرأة قد دخلت كافة مناحي الحياة-كافة المجالات فلم تعد هناك حرفة محتكرة على الرجال,متشاركون في الانفاق وبالتالي يجب المساواة في الميراث) ضاربا عرض الحائط بنص قراني صريح لا يقبل التأويل(ايات المواريث قطعية الدلالة لا تحتمل الاجتهاد وقد وردت مفصلة لا لبس فيها)فذاك يعني ان الرجل(السيد الرئيس) قد دخل في مرحلة ارذل العمر(يقول الانسان مالا يعي) وعلى الجهات ذات العلاقة ان تقول كلمتها بالموضوع وبالأخص دار الافتاء وألا تقف ساكنة,فالسكوت يعتبر مشاركة في الجريمة والحديث عن طرح الموضوع على نواب الشعب او على الجمهور للاستفتاء عليه,يعتبر اخذ البلاد الى مكان اخر والدخول في عالم المجهول,حيث اقصى درجات الانفتاح الاخلاقي الذي بالضرورة سيؤدي الى انهيار كافة القيم التي تؤسس لبناء مجتمع حضاري ,ومن ثم يعم الفساد اركان البلاد.
الخروج في الشوارع للمطالبة بفتح المقاهي وأماكن اللهو في شهر رمضان وفي وضح النهار وهم يتناولون الطعام والشراب وأمام السلطات الرسمية,وهي لا تحرك ساكنة,بل تعتبره نوع من حرية الرأي والمعتقد(في قديم الزمان كان من يفطر علنا امام الناس تعلق على صدره لافتة –فاطر رمضان-ويطاف به في الحي كنوع من التشهير لئلا يكررها على الملأ-احترام شعور الاخرين!),فذاك ما لا يمكن السكوت عليه,فالغرب الاستعماري يسعى وبكل ما اوتي من قوة وعلى مدى عقود الى محاربة الاسلام في عقر داره وبيد ابنائه,لتلحق تونس بركب الحضارة الاوروبية ذات الانحلال الاخلاقي ولتكون تونس الخاصرة الرخوة لدول شمال افريقيا وبؤرة فساد مجتمعي يتمدد بدول الجوار ليعود الشمال الافريقي كما كان محمية اوروبية تمارس به ارذل الافعال.
تونس التي يقال عنها بأنها خضراء تنتج كافة انواع الغلال والفوسفات والتي من خلالها بالإمكان توفير حاجيات المواطن ليعيش حياة كريمة بدلا من ان تصبح البلاد مكانا للعهر والمجون,يأتيها اراذل البشر من اوروبا وغيرها لممارسة الرذيلة,فهناك وللأسف اماكن (نزل وشواطئ عراة) يخيّل اليك انها بأوروبا وليست ببلد عربي مسلم,كان في وقت ما منارة علم ينهل منها من يريد التبحر في علوم الدين من دول الجوار فخرّجت العديد ممن ساهموا في نشر تعاليم الدين الاسلامي,فجامع الزيتونه كان يضاهي الازهر بل يتفوق عليه,منافسة شريفة للارتقاء بالمجتمع.
المؤكد ان الخوف من الفقر لا يستوجب الابتعاد عن تعاليم الدين وممارسة المحرمات, " وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" فهناك طرق عديدة للكسب الحلال التي تغني عن ذل السؤال,ومنها التجارة وإقامة الصناعات الصغرى وتدريب الشباب على المهن التي تدر ربحا وفيرا.فلا عذر لأحد ان كان بصفة فردية او اعتبارية في أن يرتكب معصية بحجة المحافظة على رزقه.من يستهتر بكلام الرب فليأذن بحرب من الله ورسوله,ونتمنى على الرب حسن الخاتمة وسلامة الاوطان.