-
-

كان مُفرطاً في استقلاليته ، كأنهُ قصيدة.

مدة القراءة: دقيقتين

فخ ..

"

قرأت عبارة تقول " لاتكبر ، إنهُ فخ "

قرأتها بعد فوات الأوان ،

بعد أن تجاوزت العشرين ،

بعد أن أدركت فداحة العيش والحياة ...

بعد أن تجرعت مرارة المواقف والظروف والأشخاص ...

وها أنا أكتب الآن من الفخ ، من الأيام التي لم اتخيل أبداً بأني سأواجهها ...

أشعرُ دائماً بالخوف ، أخاف أن تضيق علي الحياة بما رحبت إلى أن أفكر بالموت ، وكما تعرف بأن علاقتي مع الموت والحياة أكثر تعقيداً من مسائل الخوارزمي الحسابية ...

لا أحب الحياة ولست مهووسة بها ولكنّي أخاف من مغادرتها ، تُخيفني ديمومة الأشياء بعد رحيلي ، تُخيفني الحياة الأخرى التي سأعيشها بعد موتي ،

في المقابل ، أنا أتقبّل فكرة الموت ، أفكّر بها ، أشعر بأن الموت هو الحل الأخير للتوقف عن ممارسة كل هذا الهراء ...

لذلك دائماً لدي الرغبة بأن أكون شجرة ، بدون انتماءات ، بدون محاولات قاسية للعيش قسراً ، بدون فكرة العيش الأبدية والخوف المبالغ من الموت ، يُقصم ظهري في احدى الصباحات بفأس الحطّاب وينتهي كل شي ، أموت ، اتلاشى ، انتهي ....

" لاتكبر ، إنه فخ " ..

لا أعلم كيف اتعامل مع هذا الفخ ، أو كيف أخرج منه ، كل ما أعرفهُ بأن هذا الفخ مُخيف ، طويل ، مُتعرج ، تائه ، بائس ، سوداوي ، مُظلم ، كئيب .

ولا مخرج منه سوى الموت ..

الموت الذي يُخيفني وأحاول البحث عنه ، يخيفني الفناء مثلما اتمناه لذلك أحاول أن اتواجد دائماً ، أن اؤدي عملي واتحمل مسؤوليتي ، أن أكتب في مكانٍ ما ، أن أترك رسالة لشخصٍ عابر ، أن لا أجرح احداً و أكون ذكرى لاتُنسى لأنها الطريقة الوحيدة لتخفيف وطأة الرحيل ..

لذا أحاول أن أكتب لك بلطف بينما أنت تكتب كلمات حادّة كحافة الحياة ، ولأنني سأموت حتماً في يومٍ ما لا تهمني كلماتك التي تفتخر بقذفها علي كقنابل عدو ، لأنني سأموت أو تموت أنت وفي كلا الحالتين ستندم "...



أثير آل واكد .. 

-
-

كان مُفرطاً في استقلاليته ، كأنهُ قصيدة.

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات