أزمات اقتصادية لم تنقطع منذ غزو العراق الذي كان السند الرئيس للبلاد,بينما تجاهل بقية الاعراب الأردن وتركوه لمصيره,متناسين انه في حال سقوطه في افوضى العارمة(الربيع العربي)سيفتح الطريق على مصراعيه نحو بلدان النفط العربي.

إنه احد دول الطوق ويشكل اطول حدود برية مع المحتل الصهيوني, ولأنه قليل الامكانيات والعدد لذلك فإنه  يعتبر الحلقة الاضعف في الصراع العربي الصهيوني منذ العام 1948 حيث احتضن آلاف الفلسطينيين الذين فروا اليه من الجور الذي لحق بهم وشكل كونفدرالية مع فلسطين, شارك في حرب 67 فكان ان اقتطعت منه الضفة التي كان يسيطر عليها, شارك في مؤتمر مدريد وابرم اتفاقية وادي عربة مع الكيان الصهيوني, يشكل الفلسطينيون المقيمون على اراضيه حوالي 35% من مجمل السكان يقتسمون معا شظف العيش, يتلقى المساعدات من امريكا لأن يكون منطقة محايدة ويؤمن الحدود الشرقية للعدو, نأى بنفسه عما خطط له الغرب لتدمير العراق,واستقبل العديد من العراقيين الهاربين من لظى الحرب,فتفاقمت ازمته الاقتصادية. 

مع اندلاع الربيع العربي ولأنه احد الانظمة الخائفة من ان يطاولها التغيير,فأجرت الحكومة بعض التغييرات لتشتري صمت الشعب ومن ثم حقه في التعبير عن رأيه,اشتدت الازمة السورية وطال امدها,وتشير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الى ان عدد اللاجئين السوريون في الاردن تجاوز عتبة المليوني شخص،نهاية العام 2017, يعيشون في مخيمات تفتقد الى ابسط الخدمات ويعتبر مخيم الزعتري رابع اكبر مدينة في الاردن,حاولت السعودية جاهدة الزج به في الازمة السورية,لكنه آثر عدم  التدخل والاحتفاظ بحق الجيرة وان كانت عمليات تسلل كثيرة للمسلحين عبر الحدود فالأردن غير قادر على ضبط الحدود والحكومة السورية هي الأخرى لا تقدر ذلك.   

وفي ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي احدثتها انتفاضات الشعوب العربية بالمنطقة,فإن حجم المديونية  بالمملكة  شهد ازديادا ملحوظا مع تدني الخدمات العامة في كل من التعليم والصحة,كما ازدادت نسبة البطالة

والتي كانت ولا تزال تشكل منعطفاً صعباً في معادلة الاقتصاد الاردني,وتبدو الامور اكثر ضبابية لمستقبل الاقتصاد الأردني, وتشير التقديرات الأولية والصادرة عن البنك الدولي إلى أن عجز الموازنة الأساسي في الاردن بقي مرتفعاً ليسجل 6.3 % من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2013 م واستمر في الصعود خلال السنوات اللاحقة.

مما لاشك فيه ان الاردن يعاني مشكلة النزوح من جارتيه العراق وسوريا ما يشكل عبئا اقتصاديا وخدماتيا على الاردن,الامر الذي يستوجب على دول النفط العربي التي لم تمتد اليها شرارة الربيع العربي وتهنأ برغد العيش,حيث ارتفعت اسعار النفط وفاقت كل تصور بفعل تذبذب الانتاج في كل من ليبيا والعراق,ان تمد يد المساعدة لتخيف الاعباء عن كاهله,وقد كان عراق صدام يتكفل بتوفير المحروقات بأسعار تكلفة الإنتاج,الضرائب على الدخل أحرقت الملقي ليكون كبش فداء,فاقتصاديات الأردن في ظل الأوضاع الإقليمية الراهنة لن تتحسن في المدى المنظور.

على مدار السنوات الماضية  يراقب الأردن وعن كثب مجريات الاحداث الدامية في سوريا وما خلّفته من دمار وتشريد وانهيار كامل للاقتصاد الوطني,فهل يستطيع الاردن الافلات من الربيع الذي ادمى قلوب العرب جميعا,خاصة وان الاخوان المسلمون به يشكلون نسبة لا باس بها من التيارات السياسية الاردنية ولهم وزنهم البرلماني والشعبي,لا شك ان الاخوان يرون بأم العين ما يحدث لإخوانهم في دول الربيع العربي خاصة ما لحق بهم في مصر بأن زج بأميرهم الاوحد الذي بنوا عليه آمالهم في السجن,فهل سيجنبون الاردن وشعبه ويلات الدمار والتشريد وهم على مرمى حجر من فلسطين المحتلة, حيث ممنوع المساس بكيان العدو وان كان الاخوان في كل محفل يتشدقون بإزالته , ذلك ما ستثبته الايام القادمة.