كان يُقامر بجسد زوجته التي أنجبت قبيلة صغيرة من البنات على أمل أن يحالفه الحظ فيربح ذكرًا، وكانت زوجته تعتمد على مناماتها في تحديد جنس الجنين، في مرة رأت أن زوجها أهداها مرآة، فأنجبت كبرى بناتها. في مرة كانت تقيس في منامها قلادة ذهبية وتتأملها بإعجاب فأنجبت ابنتها الثانية، في حملها الثالث سقطت الشمس قي غرفة نومها، فأنجبت ابنتها الوسطى. في حملها التالي رأت أنها ترتب ثلاث زهرات في آنية، وفي نفس الآنية نبتت زهرة رابعة، فتحقق المنام في بيتهم ونبتت البنت الرابعة.
في حملها الأخير رأت في منامها أن زوجها يبقر بطنها ويدس فيه جيفة. استيقظت مذعورة وحين فتحت فمها لشرب الماء انبعثت من داخلها رائحة نتنة بشكلٍ لا يُحتمل. غسلت أسنانها، تمضمضت، كشطت لسانها، عطرت فمها، تقيأت عمدًا، فعلت كل شيء للتخلص من هذه الرائحة، لكنّ الرائحة لم تغادرها إلا حين رأت في منامٍ آخر أنها تُنجب كفنًا يُطارد أسماء بناتها ويمحوها من حجرات البيت، استيقظت بوجوم مقبرة، ولم تنبعث من جوفها رائحة الموت، ظلّت بدون منامات حتى جاءها المخاض، فهزت إليها بجذع الأدعية والرجاءات، وبعد ساعات من المخاض المتعسر أنجبت ابنها الأول.
نُشرِت في (المجلة العربية) العدد ٥٠١