Image title


يعتقد البعض أن ظاهرة التعصُّب الكروي طفت على السطح بسبب الأبعاد الدخيلة التي أشرنا إليها سريعاً أعلاه، وهي أبعاد لا نستطيع أن ننكر مدى تأثيرها، لكن التعصُّب الكروي -في حقيقة الأمر- وُلد بولادة كرة القدم.

فقد أكدت الروايات الصينية منذ ما قبل الميلاد، وقبل أن تأخذ كرة القدم شكلها الحالي، أنها كانت وسيلة تحدٍ بين القبائل المتناحرة؛ فالفريق المهزوم كان يُقابل بالسخط والجلد من قِبَل أنصاره لتخاذله. بالمقابل، كان الفريق المنتصر يكافأ بالولائم ودق طبول النصر.

قد لا يكترث الكثيرون بهذه الروايات مبررين موقفهم بأن كرة القدم في ذلك الوقت لم تكن بالشكل الذي عليه الآن، وأنها -كرياضة- أخذت شكلها الحقيقي على أيدي الإنجليز، مهد الكرة الحقيقية. لكن التاريخ أكد أن الإنجليز لم يكونوا أفضل حالاً من الصينيين. فقد كانت كرة القدم عندهم في بداياتها (العصور الوسطى) عنواناً للسخط والتعصُّب. إذ تفشَّت آنذاك ظاهرة مهاجمة اللاعبين ونشر الرعب في قلوب المناصرين للفرق المعادية. مما دفع ملك إنجلترا إدوارد الثاني في العام 1314م إلى اتخاذ قرار بحظر كرة القدم اعتقاداً منه بأن الفوضى المحيطة بالمباريات قد تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية.

فهد الزمام الموسى / التعصب الرياضي ..ومن المسؤول !