إن كلمة السر لفتح قفل هذه الغرفة المظلمة والضيقة والمرعبة التي حبسنا انفسنا فيها فيما بات يعرف بالعالم العربي هي كلمة (ا ل ع ق ل ) أي العقل !؟ ، فبدون العقل لا مخرج لنا ، حتى الدين بدون العقل إما ان ينتج (تدين منحرف ومتطرف واهوج) كتدين الخوارج والدواعش أو ينتج (تدين سلبي انغلاقي وانكفائي قاصر واعرج) يقف ضد حركة الحياة والعلم والتمدن والتقدم كتدين بعض اصناف الصوفيين وبعض أصناف السلفيين والاخباريين سواء عند السنة او عند الشيعة او غيرهم !، ولهذا لابد من فقه النصوص الدينية بشكل عقلاني رشيد ، حتى الوطنية بلا العقلانية هي أمر غير جيد وغير حميد تنقلب الى عنصرية ونوع من الشوفانية والنازية!، حتى الذين يدعون لتطبيق العلمانية في ليبيا باسم الحداثة قوم غير عقلاء وغير واقعيين تنقصهم الحكمة والعقلانية التي من اهم اركانها الواقعية!، فنحن لا نحتاج في ليبيا للعلمانية بل نحتاج للعقلانية!، ليبيا تحتاج الى العقلاء ، عقلاء ينظرون لتاريخهم بعقل، وإلى دينهم بعقل، وإلى دنياهم بعقل، وإلى وطنيتهم بعقل، وإلى العالم من حولهم بعقل، وإلى واقعهم بعقل، ويناقشون ويحلون مشكلاتهم بعقل، بدون هذا، أي بدون تغليب منطق ولغة العقل والتعقل، سنعيد ونكرر أخطاءنا الف مليون مرة ولن نتقدم خطوة الى الامام!، ولهذا اذا كانت النخب السياسية (الحاكمة والمعارضة) في أي بلاد (ناقصة عقل وناقصة أخلاق) فقل على هذه البلاد السلام!، وصلى على أهلها صلاة الغائب!.
سليم الرقعي
2018