تسقط القنابل، كما تسقط الامبراطوريات ..

يسقط الجنود، مرة تلو مرة تلو أخرى. ونحن نُؤبّنهم؛ إنّهم أولادُنا.

تسقط المدن في أيدي الغزاة، وتسقطُ في باطن الأرض حين تهتز وتنشق من تحت المعابد والقلاع.

يتساقط الماء، وكذلك تفعل الليالي، إما في عناق لطيف وإما في سرعة مخيفة.

نسقط نائمين؛ فاليقظة مؤلمة أحيانا.

تتساقط الأعياد القمرية على أيام التقويم الشمسي؛ تاريخ مختلف للعيد في كل عام.

نسقط من المرض، ونرجو الشفاء، ولا ضمانات.

تتساقط أجزاء الشيء الواحد متفرقةً، كما قد يقول الشاعر.

نسقط صرعى في الحب، ونقوم خارجه مرة أخرى؛ كأنه حفرة مظلمة. تخدعنا اللغة وتأطيراتها، وإلا فالصعود أولى بالمحبين.

نسقط لأجل أمرٍ ما.

نسقط إلى الوراء، راجين أن ثمة من سيساندنا وإن لم نكن نراه.

نسقط في الجدل، مع أهلنا وأصدقائنا وجيراننا، ومع الثقافة. نظل نجادل ونجادل حتى يجعلنا السقوط بعيدين جدا، بعيدين عن العين. تتمثل آدميتنا كخربشات سوداء على شاشة تلفزيون عتيق.

نسقطُ ...

سقطتُ أنا نفسي على خرسانة خشنة كثيرا: كدمات في ركبتي، وجروح في يدي. أبكي مثل طفلٍ في كل مرة أسقط بها، وعادتي ألّا أبكي بسهولة. شأنُ السقوط غريب!

تمضي حياتنا، وترافقنا الاستقامة دوما. أو هكذا نأمل كي نواصل المسير. وحين نسقط، ندرك حقيقة الجاذبية القاسية.

حتى أولئك العظماء كانوا قد جربوا السقوط مختارين أم مكرهين، وهذا أمر مؤلم.

وحدهم الأطفال قادرين على الضحك بعد السقوط. يعلم الأطفال بفطرتهم أن السقوط جزء من الحياة؛ جزء من أن يكون الإنسان إنسانا.

ربما يجدر بنا نحن الراشدين أن نتعلم شيئا من الطفولة، ولنتذكر أننا قادرون على أن نساعد أولئك الذين أتعبهم السقوط: اللاجئين والمشردين والمرضى والمحبطين والفقراء وذوي القربى والضعفاء والمذنبين؛ نساعدهم ليقوموا. ولندرك جيدا أن المسافة بيننا وبين أن نكون في حالهم قصيرة جدا.

انتبه للصدع أمامك ...

إن ألم السقطة على الرأس والركبتين واليدين ليس أمرا أتمناه لإنسان. لكن في هذا الألم شعور يذكرني بضعفي؛ شعور يجبرني على التواضع، يقربني أكثرَ إلى ركبتي.

____

الكاتبة الأسترالية: أليسا بايبر (ترجمتي بتصرف)

ملاحظة: الصورة منقولة من باحث الصور Google Image