ان المتهم لم يولد كذلك كما الصالح والعالم لم يولدوا كذلك

بل ولد الجميع كما نعلم على الفطرة ورقه بيضاء لم يمسها حبر ولا نار

ولكن تشكلتت كما الظروف والبيئه والاختيار لانقف  فى جانب وصف المخطئين والفاسدين

ولكن ندعو المجتمع القويم الى ان يكمل اقامته على الحق فلا يجعل المخطئين اموات بلا رجوع

بل ويدعوهم الى ان يكونوا زعماء للخطايا ويحكم عليهم انهم مادموا اخطئوا فلا عودة ولاتوبه

لهم ان بذلك تتناقض دعودكم وحكمكم مع حكم وعدل السماء وان هذا لهو الظلم العظيم والجهل

المبين  ان من واجب الفرد والمجتمع نحو المخطئ ان لايجعله من ذنبه شيطانا لاتوبه له

فالحقيقه كما تعلمون اننا جميعا مذنون ومخطئون فلا داعى لذلك فقد نجد من وسطهم من يريد العودة والتوبه والاستقامه

ولكن يجد من المجتمع حرب شنيعه عليه وحكم ونظرات قاسيه تجاهه ولقد نسوا ذنوبهم بالخفاء التى سترها

الله عليهم ولقد نسوا ان الله عظيم الشأن رفيع القدر بعزته وقدرته ورحمته يقبل التوبه بل يمحوها 

فمن نحن حتى لانسامح ونعفو وايضا لاتنسي أنك من فصيله البشر معرض للصواب والخطاء فلا تتكبر كما تكبر

من قبلك فخلد فى النار ولاتتكبر بماتفضل الله عليك فلاتدرى كيف تكون الخواتيم ولاتدرى كيف تكون النهايه

فمن الواجب ان لاتغلق  الامل بوجوههم فلاتنظر اليهم نظرة دنيئه ولاتعاملهم معامله رديئه بل خذ الحرص  منهم

وعاملهم بالحسنى لقد حكى لى احد المخطئين كما كلنا مخطئين فقال تبت الى الله وذهبت الى الصلاة فما رائيت من الناس

الا نظرات لاوصف لها وكأنى شيطان

فقطعت الصلاه وذت بالاجرام لانتقم لماء وجهى من هؤلاء هو فعلا مخطئ بفعله كما بفضل الله وضحنا ذلك له لانه لايصلى

للناس ولايسجد لهم ولذلك السبب كتبنا تلك المقال فمن الواجب تجاه هؤلاء ان لاتحقرهم

ولاتدقق النظر فيهم وتعاملهم بالحسنى ماداموا عادوا وتابوا وانابوا وان طلبوا عمل ساعدهم

وان طلبوا مال اعطيهم وان طلبوا الهدى فاهديهم  وابتسم فى وجوههم وافتح لهم الامل والسلام

وخذ الحرص منهم ولكن   بدون علمهم وافتح الامل فى طريقهم فالمتهم لم يولد متهم بل ولد برئ

فساعدوهم الى ان يعودوا الى برائتهم

احمد الدغيدى