التعليم :
لا غرو في أن إصلاح التعليم والنهوض به لهو الضامن الأساس لنجاح مشروع نهوض الأمة، إذ لا مفر لنا من هيكلته و تنضيده حتى تستقيم لنا الأمور.
للاسف القاصي والداني اليوم يعلم علم يقين لايشوبه أدنى شك أن مشكل الأمة الأول والأخير يختزل في أزمة التعليم. فمدارسنا اليوم أضحت مجرد أوكار جافة لتفريخ جيل من الضباع والسباع،جيل لا هم له سوى إشباع نزواته وشهواته.
و-أسفاه- على مدارسنا وجامعاتنا التي لم تعد الا صرحا لتهجين الشباب و إصباغهم بمختلف ألوان الخنوع والإستسلام. وهذا وربي لأمر مقصود !!
إن واقع التعليم بمجتمعاتنا العربية والإسلامية، لهو أكبر دليل على تأخرنا و تخلفنا، فجميع المنظومات التربوية تفتقد للأسف لتلك الإستقلالية في وضع المناهج الدراسية؛
أغلبها يتم إستيراده من دول غربية لها خصوصيات تختلف كل الاختلاف عنا، وهذا أمر غير مقبول.فإصلاح التعليم يقتضي منا وضع استراتيجيات تراعي ثقافتنا و طبيعة مجتمعاتنا ،وتأخذ بعين الاعتبار الدين والهوية و الأعراف.
إن أخوف ما أخاف عليه، أن تستمر حكوماتنا وأنظمتنا في تهميش قطاع التعليم و تسييسه، من خلال برامجها التي تفتقد لأدنى شروط المصداقية.برامج تطفح بالكذب والتلفيق والفدلكة.
التقارير الدولية اليوم تأكد بشكل جلي اضمحلال التعليم في بلداننا فأغلب بلداننا تتذيل التصنيفات الدولية ، وهذا إن دل على شئ فهو يدل على احتضار منظومة التعليم بأمتنا، نعم، تعليمنا يدق وتره الأخير. وحكوماتنا للأسف مازالت تستمر في الضحك على الذقون من خلال سياساتها الترقيعية، التي يراد بها التظليل والتعتيم.
آن الأوان اليوم للنهوض بالتعليم،من خلال تسطير برامج حقيقة ذات استقلالية، برامج تراهن على الشباب و تستثمر فيهم استثمارا يذر عليها بالنجاح.
- الأسرة نواة المجتمع:
لايختلف اثنان اليوم أن منظومة الأسرة فقدت أدوارها بالمجتمع؛إذ أصبحت مجرد شعارات سطحية جافة الوظائف.
للأسف الأسرة بأمتنا تعرضت للإضمحلال والإنحلال. وأصبح أغلبها عالة على المجتمع.
إن الحديث عن انهيار الأسرة، يجرنا لا محال لإماطة اللثام عن الأعداد المرتفعة لحالة الطلاق التي يشهدها العالم العربي والإسلامي،
ففي المغرب على سبيل المثال وحسب تقارير الوزارة الوصية لسنة 2017، ارتفعت عدد حالات الطلاق إلى 100 ألف حالة طلاق في السنة، وهذا فيه دليل كافي وجواب شافي ينم عن هشاشة منظومة الأسرة ببلداننا .
إن تحقيق النهوض يستدعي منا إصلاح الأسرة باعتبارها نواة المجتمع ، و في حقيقة الأمر هذا الإصلاح لن يتسنى لها إلا من خلال تكثيف الجهود وتظافر العوامل وتمثين الروابط من خلال اللعب على عنصر التحسيس والتوعية.
7- الإعلام و سؤال النزاهة:
لقد اكتوت الأمة اليوم بنار تلظى، نار حارقة قاصمة . نعم، لقد انتشر بيننا المجون واستفحلت فينا الأفكار الرقيعة، والآراء الفطيرة، وكل ابتلاءاتنا نعزيها لفشل الإعلام . الذي أضحى اليوم مرتعا للكذب و الضلال.
إعلامنا سبب في انتكاسنا،كيف لا وهو لا يحسن الا لغة التضليل والتزوير وتلميع سيرة الحكام .
إننا اليوم نشجب كل أنواع التعتيم الذي تمارسه منابرنا الإعلاميا ، ونرفض زواج المؤسسات الحاكمة بقنواة العار ، لأن هذا الزواج لهو أكبر أسباب التخلف الذي نعيشه في أمتنا.