تعلمت من الضياع أن شخصية الإنسان هي قدره الكامن فيه كشفرة وراثية يختزنها كروموسوم !، وأن الناس ، كل الناس؛ كائنات هامشية لاتملك لك شيئاً ولاتملك أنت لها شيئاً!. هم شخصيات لابد من وجودها في هذه الحياة لأنه لايوجد مسرحية من شخص واحد!.
هم أيضاً في ذات المسرحية يرونك كائناً هامشياً بينما هم أبطال المسرحية ؛ وفِي النهاية سيكتشف الجميع أنهم كانوا في مسرحية ليس لها أبطال على الإطلاق!، وأن البطل المحتمل الوحيد فيها هو ذلك الذي سيكتشف هذه الحقيقة قبل أن يخلع ملابسه ويخرج من دوره الوهمي!. وكلما قابلت في هذه الحياة شيئاً يريد إرغامي على الإيمان بأنه شيء حتمي لاتقوم حياتي إلا به ، وخزتني تلك الفكرة المدببة ! هذا اللاشيء يريد أن يصبح بطلاً على حسابي؟!.
لأجل هذا كله أكره الأسباب التي ترتدي أمامي وجوه الحتميات وتشير إلى الأرض كما يشير الراعي بعصاه لذلوله فتبرك!. لأجل هذا كله أكره الوظيفة والوثائق الحكومية والشهادات والأختام والتواقيع وخرائط قوقل وطرقات الاتجاه الواحد!. أكره فكرة أن آكل فقط لكي لا أموت وأن أفرح بالحياة لمجرد أن هرب من فكرة الموت!.