A
Abdalla algarabawy

Look inside my pants

مدة القراءة: دقيقتين

"قائم بينَ النجوم"

Image title

كرهتُ الشفَقَةَ كما أكرهُ كلَّ من حولي ، وأصبحتُ أعاني من الكُبْرِ والغرور و الإنطواء ، لازلتُ أسيرُ نحوَ الحرية ... بل أركضُ ولا أتعب ، ... لا يهمُّني رأيُكي و نَقْدُكي الساذجُ في نفسي فكم أحببتُ تفاصيلَ تعقيداتها يا عزيزتي ، أصبحتُ ولهاناً بالموت ومختنقاً بالوجود ، و في ذاتِ الوقت أغضُّ عينايَ عن الإنتحار، فهو إنكسار وخساره بلا أضرار وأنا اكرهُ ذلك... واللهِ أيضاً أكره ذلك ، أصبحتْ موسيقتي هي عالَمي ، ملاذي ومنزلي ، إستفتيتُ قلبي فيها فأحببتُها ؛ ولا أتمنى إستِبدالَها و تيقَّنتُ أنَّهُ لن تأتي من تأخذُ مكانَتُها عندي ، ولكنها أتتْ ! ، سَكَنَتْ روحي أياماً وأسابيعاً و شهوراً ، وفي عشيةِ ليلةٍ و ضُحاها بل ساعاتٍ تدرجت إلى دقائقٍ و ثوانٍ أصبحتْ أثقل و أطول ... رحلتْ بكُلِّ بساطةٍ و بدونِ سبب ؟؟؟!!! ، تركتني وحدي ، تفترسُني الوحده ، ذَهَبتْ لباقي البشر و إندَرَجتْ مع سعادتِهم الخدَّاعه ، أُعذُرْها فهي إستطاعتْ أن تتحملَ خيانتهُم جميعاً من قبل ، فكيف لها ألا تتحملَ خيانةَ نفسها ، لم تستطِعْ أن تتحملَ الإهتمامَ و الولاء ، كانا غربيينِ عليها ، أرادتْ ما إعتادتْ عليه ، الإهمال.

• سِرتُ في شوارعِ تلكَ المدينةِ الصاخبه ، على سواحلِها البارده أستمعُ لرَجيفِ أمواجه ، و أتنشقُ رائحةَ جيفِ الأحلام الضائعةُ بِقاعه ، فكرتُ كثيراً ، تَحَطَّمَ قلبي ، وإنفَطَرَ عقلي معهُ إلى السماء ، عُدْتُ راكعاً إلى عادتي القديمه ، أصبحتُ أبحثُ و أتتبَّعُ النجومَ مجدداً ، كانت هي كلُّ خرائطي الوحيده للبحثِ عن سديمي الضائِعُ بينَ المجرات ، وجدتُهُ يحاولُ الهرُوبَ و الخروجَ موهوماً دون جدوى إلى أعماقِ ثُقبٍ أسود ، مُعتقِداً أنَّهُ الثُّقبُ الدودي ، أنَّهُ ما سيَنْقِلنا خارِجَ الخريطه و إلى عالَمٍ جديد و جريء ، ولا أعلم كيفَ لم يرى سَوادَ ذَلك الثُّقبِ الأسود ، الَّذي أصبحَ مثلَ أيامي ، تَسحَبُكَ حتى وأنتَ سريعٌ كالضوء ، تُحاول أن تُياسِرُها ، وعندَ نُجُوِّكَ تبدأُ بالتباطىءِ عليكَ حتَّى تَشْعُرَ بالتمزُّقِ في كلِّ أرجاءِ مشاعِرِك.

• وها أنا هُنا ذا ... في هذا الجُرمْ ، على بُعدِ ملايينِ السنين الضوئيه عن موطني المجهول ، أكتبُ رسالتي ، وأعودُ لجسدي و نفسي البغيضةُ مرةً أُخرى...

Written by : Abdalla Algarabawy

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات