دهشت جدا الْيَوْمَين الماضية بعد الحضور لفعالية تابعة لأحد المنظمات المعنية بالأتمتة ومايتعلق بها .. وكانت المجموعه تتعلق بأمن المعلومات في مجال الاتمتة الصناعية. الشاهد بالموضوع دهشتي كانت من المشاركين ..

اصغر شخص فيهم مايقل عمره عن ٣٥ ومعظمهم جاوز الأربعين ، في حين ان أغلبيتهم يعملون بشركات ضخمه مثل GE ولكنهم ملتزمون بالعطاء ويحرصون على الحضور لاجتماعات المنظمة. ليس فقط حضور بل يسهمون عبر مجموعات عملهم في وضع اطر ومعايير تساعد المصانع في حماية انظمتها قطعه قطعه. عملهم الجماعي هذا نتج عنه العديد من المعايير بل وامتد الي وضع معايير مشتركة تسهل حماية الأنظمة الصناعية بين بلدين وتوحيدها.

وخرجت بقناعة: فعلا العمر ما يجعلك تتوقف عن التعلم والعطاء .. بل حبك وشغفك هو المقياس والمحرك . وللأسف بعض الأشخاص بعد ان يتجاوز عمره ٤٠ او ٥٠ وبعد تقاعده تجده يقل عطآئه او يتوقف بحجة تقدم السن والملل أو يقول الى متى أبقى اشتغل ..

وحين تناقشت مع احد الاصدقاء حول موضوع العطاء عند الاشخاص الذين يتجاوزوا سن الاربعين ، وكان له رد راق لي جداً واحببت نقله هنا وهو انه صحيح ان هناك اختلاف في الثقافات والعادات الاجتماعية بين الشرق والغرب  ، حيث ان الفراغ الداخلي الذي يصيب الاشخاص في الغرب يلعب دوراً مهما في جعلهم يكرسون جهدهم ووقتهم في مجال ما و يعطون اكثر للمجتمع حتى يتسنى لهم الشعور بالرضى الذاتي. ورغم ذلك نجد هناك عدد كبير في الشرق ممن يسخرون وقتهم في مجال تخصصهم وفي المجال التطوعي وكذلك من يتجهون بعد سن التقاعد للعمل في القطاعات الغير ربحية خدمة للمجتمع وتسخيراً لخبراتهم في تطوير من حولهم.


نسأل الله البركة في وقتنا وعلمنا وعملنا...