A
Abdalla algarabawy

Look inside my pants

مدة القراءة: 3 دقائق

"مُذكِّرات نيوت سنْرس" 2

Image title

( حُرَّاس الظلام ) / تسجيل "إيميرالد هيرالد" رقم DS231 ::؛- الفصل الأول بداية الفصل الرابع"

لا يا عزيزي حتى وإن لم يصدر القرار منذُ سبعِ سنوات ، كنتُ سأستقيل ، و أتوقف ، فلم أعد أصلُحُ للعدالة ، أنظر إلي ، لقد حَفَرَ الزمنُ بصمتهُ على وجهي بأدقِّ تفاصيلُهُ كالفنانين المعصارين ، رأيتُ مصيري ، هو منزلي ، الإختفاءُ التام ، كي لا أَلقى نفسُ مصيرِ بني قومي ، كانَ هذا الطريقُ الوحيد للبقاء على قيد الحياة ، و أُكمِلَ مهمتي الوحيده ، بتربيةِ إبنتي الَّتي أصبحت دفينةً تحتَ الترابِ بعيداً عن حُمَّى الجشع الَّتي إنتشرت و أصابت الأرضُ و جميعُ سُكَّانِها ، أردتُها أن تحيا بعيداً عن الخطر ، طريقُ العدالةِ و تطبيقُها بيدَيْكَ العاريتَيْن ليسَ سوا جحيمٌ لا يعلمُ أحدٌ غُلْظَ مسؤوليته و قُبْحَ مَسْلَكه ، أردتُ قطعَ ذلك الخيط الرفيع ، فأنت تعلمُ جيداً خباياه و لم يرى أحدٌ شيئاً بعد ، فقرارُ منعِ نشاطِ أصاحبِ القوى الخارقة بسببِ الفوضى التي يحدثوها بغير إرادتهم من دمارٍ و تهشيم أثناء عملهم و منعِ الفسادِ بكلِّ صوره ما هو إلا البدايه ، و تدَّعي الحكومةُ ردعَها للفسادِ بنفسِ قُدْرتِنا و تأثيرِنا و عدمُ حاجتهم لنا ، و الغبيُّ من يُصدِّقُ تِلك الكذبة الجميلة ، و لم يدري أنهم منبعُ كُلُّ خرابٍ تَجلَّى على رؤوسِنا ، الأمرُ لا يحتاجُ إلى عبقريٍ كي يُدركَ أن العالمَ تجتاحُهُ المشاكل ، نعم أصبحتُ وحيده ولم يكن الزمن وحدهُ فقط من زارِني و تركَ أثرَهُ علي ، ففي النهايةِ رغمَ قواي انا مريضه ، أتعرفُ النَّوعَ الَّذي تتحسنُ منه خلالَ فتره ، هذا ما لم أُصَب به ، و ها أنا جالسةٌ مكاني طيلةَ هذه السنوات ، أُداوي جروحي الملتئمة ، أُواري آلامي عن الجميع ، أُصارِعُها وحدي ، كنتُ بطلةً خارقه تُحاربُ الجريمة و تَفُضُّ الأزمات فكيف لا يُمكنُني أن أحُلَّ مشاكلي الخاصة ، لكن أنظر لمن تَملَّكَتْهُم مشاكلُهم و أمْسوا مُستسلمين ، خائفين ، مُبتعدين ، يصرخونَ للحرية و العدالة ، أجل أيتُها الحرية ، أجل أيتُها العدالة ، هل سمعتم و لبَّيتم نداءَ من توسَّل إليكم و هولُ الدماءِ يُغَطِّيه من الداخلِ و الخارج ؟! ، لِتَظْهَرَ فيالقٌ جديده من عُمقِ الظلام ، تغزوا جميعِ بقاعِ الأرض ، الجماعاتُ السوداء و من مِثْلُها ، مُحاكينَ لنا ، يطبِّقون العدالةَ و جميعُ الحمقى مُصَدِّقينَ هذا الهراء ، أن حُرَّاسَ الظلامِ هؤلاء ليسوا من جهةِ مُسببينَ فاجعةَ عمليةِ الإبادةِ و التطهير منذُ أكثرَ من 5 سنوات و إنما جماعةٌ مُشتقة تتمردُ على نظامِ الحكم و لا يدرون ؛، أنهم مجردُ ستارٍ من جهتهم لما هو أعظم ، و أصبحَ جميعُ الأبطالِ منقطعون غير سائلون ، جبناء لا يَفْرِقونَ شيئاً عن العبيد ، أهذا هو ما يحدثُ لنا ؟! ، لا وقتَ للأصدقاء ؟! ، أعداؤنا فقط من يتركونَ لنا الورود ، حيواتٌ عنيفة تنتهي بقسوة ، الحالُ كما تُرَدِدُ دائماً يا "نِيوت" ، نحنُ كُنَّا حِمايةُ المجتمع الوحيدة ، تظنُّ أنُّه من الأشرار ؟! ، هل تمزحُ معي من أنفسهم ، و ماذا حدثَ لنا بحق الجحيم ؟! ، أين ذهبَ حُلمُ تحقيقِ التوازن و العيشِ بسلام ؟! ، حسناً لقد تحقق ، أنت تنظرُ إليهِ الأن. ، إخترنا جميعاً أن نكونَ محاكاةً ساخرة لنكته ، سمعتُ نكتةً ذاتَ مره ، ذهبَ رجلٌ طيب إلى طبيبٍ نفسي ، يَشكي لهُ عن حاله البائس ، الحياةُ تبدو خَشِنه و قاسية ، يَقولُ بأنَّهُ يشعرُ بالوحده في عالمٍ مهدد ، الطبيبُ يخبرهُ أن العلاجَ سهل و ميسور ، يُعطيهِ العلاج و يطمئنَه و يلقاهُ في نفسِ الموعد الأسبوعَ القادم ، في اليوم التالي يأخُذُ الرجل الطيب جريدةَ الصباح و يقرأُ عن إنتحارِ طبيبٍ نفسي في أواخرِ الاربعينيات في منتصف الليل قُبَيْلَ تعاطي جُرعةً زائدة من مضادِ الإكتئاب ، الجميعُ لا يريدُ أن يرى الصورةَ الكامل لا يردونَ سوا أن يستمعوا إلى ما يؤمنونَ بهِ بالفعل ، لا يريدونَ معرفةَ الحقيقه ، أقوى مخلوقاتِ الكون "نحن" لا شيءَ سوا دُمى ، نحنُ جميعاً دُمى يا "نِيوت" ، لكني الدُّميةُ الَّتي ترى الخيوط ، كنتُ أولَ من رأى من لم يرهُ أحد و لم يُصدقوني ، في مثلِ عُمري كلُّ يومٍ يصيرُ أَظْلَمُ عن سابِقه ، لكنَّ الماضي ... حتى الأجزاء القذره منهُ ، يزيدُ بَريقُها أكثر ، الأشياءُ الجميلة قاسيةٌ في مُجمَلِها يا عزيزي ، و ستقصِفُ و تعصِفُ كلُّ المصائِبُ على الظالمِ و المظلوم على حدٍ سواء ، كُنَّا خليطاً من الإثنين ، و دائماً ظَننا أننا من سيضحكُ أخيراً...

Written by : Abdalla Algarabawy

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات