A
Abdalla algarabawy

Look inside my pants

مدة القراءة: 3 دقائق

"مُذَكِّرات نِيوت سِنْرس" 1

Image title

( الحُرَّاس ) / تسجيل نيوت رقم CB196 ::؛- الفصل الأخير قبل الفصل الرابع"

التاسع عشر من آذار / 1986 ، قد مرت 7 أعوامٍ منذُ أن صَدَرَ حُكْمُ إيقافِ نشاط الأبطالِ الخارقين و ذوي الأقنعه و من يُطَبِّقُ العدالةَ بيديْهِ العاريتَيْن و كلُّ ما له صلةٌ بهم من قدراتٍ على غير الطبيعه ، مُنْذُ صُدورِ هذا القرارِ في الحادي عشر من أيلول / عام 1979 ، كُنتُ أعلمُ بمجيءِ هذا اليوم ، تلكَ الخطوةُ المقلقه لن تَعودَ على سُكَّانِ هذهِ المعمورةِ إلا بالشُّئْمِ و التَّعاصي و الإرتداد بما كانوا يَتَصَنَّعون ، و لم تَعُد علينا نحنُ إلا بالهروبِ منهم قُبَيْلَ إندلاعِ الحرب الأهلية بيننا في الثاني من تموز / عام 1980 ، من كانَ مِنَّا تَحَالَفَ مع الحُكُومةِ تأييداً لقرارِهِم الدستوري الجديد برؤيتِهم العمياء لغدٍ مشرق ، و من تَحَالَفَ خَوفاً من مصيرٍ يعلمُ كلُّ الجِدِّ بملامِحُه ، و من كانَ في الأساسِ خائناً يَمْقُتُ بني جِنْسَهُ منتظراً قدومَ تلكَ اللحظةِ بفارغِ الصبر ليتدنَّى و يُطالِب بحقِّ التَّبْجيلِ و العظمة ، لِيظهَرَ في الأُفُقِ فيالِقٌ جديده تَحْرُسُ ظِلالَ من إستحقوا التَّعذيبَ الفعلي وسَطُنا. ، من قُتِلَ ظُلماً بِدمٍ باردٍ ، من هَرَبَ خوفاً مِمَّا كانَ يوماً يُحيطُهُ بِذِراعِهِ حمايةً له و لِنَسْلِهِ ليخْتَبِىءَ وَسَطَ هولاء المنافقين ، من أَخَذَ رصاصةَ الرحمةِ حمايةً لهم لينْعَموا باللَّذاتِ و يُمارسوا الجنسَ مُسْتَمتعينَ خائنينَ أزْواجِهُم في سلامٍ و وئام ، و من كانَ يُطَبِّقُ العدالةَ في الخفاءِ ليكشِفَ و يتحرَّى و يأخُذَ حقَّ كُلِّ مُتَحوِّلٍ خارق تَناثَرَ دمه على بِذْلَتُه ، لِعِلْمِهِ بِسوءِ التَّحكيمِ و شُرُوعِ قرارٍ لم تَفُحْ من أصحابِهِ رائِحَةُ النَّدَم الَّتي أعْمَت من تضرَّرَ مِنْهُ ، ليُقْتَلُوا جميعاً بالنهايه ، و من سُجِنَ رهينةً و عُذِّبَ حتَّى أصبحى صُراخُ ألمهِ لحنٌ لدى آذانِ الجلاَّدين ليُقَرِّرَ وضْعَ المَّوتِ في أعلى قائمةِ أمنياتِه ، ليأتِي القَدَرُ خَلْفَ ظَهْرِهِ المَرسومُ عَليهِ الألمُ بأعمَقِ أشكالِه مُرَبِّتاً كَتْفَهُ المُكَبَّلُ بِسلاسِلِ حديدٍ لانهائيه ، مُعْطِياً له فُرصةً أخيره للهروبِ و الثَّأر ، ..."يبدوا أنَّ لا أحد مِنْكُم يَفْهَمُ الوضع ، أنا لسْتُ مَسْجوناً معكم بل أنتم المسجونونَ معي"... ، قد إبتعدْتُ تماماً عن رِفاقي ، عن جَماعَتي و من هُم مثلي بِغَيْرِ رغبتي ، و أصبحتُ انا الوحيدُ النَّشِطُ ليلاً ، هنا يأتي دوري الَّذي لم أترُكَهُ منذُ أكثرَ من نصفِ عقد ، "الإنتقام" ، ... فيَخِيمُ السَّوادُ على أهالي المدينة ، فأتَوَارَى عن الأنظارِ بشكلي الآدمي البسيط المهتز ثقتُهُ بنفسه في الخرابِ أتَجَهَّزُ لمُهِمَّتي ، بِزَّتي ، مِعطفي ، قُبَّعتي ، حذائي ، قُفَّازي ، و قِناعي "وجهي" ، بإرتدائهم أنْسَلِخُ تماماً عن تَنكُّري و أصبحُ نفسي ، مُتحرِّراً من الخوفِ و الضعفِ لآخر مره ، و من الزقاق ... ، أسمعُ صوتَ صُراخَ إمرأةٍ تتعرَّضُ للإعتداءِ و الإغتصابِ ، أُولَى نغماتِ موسيقى المساءِ الكلاسيكيه ، هذه البلده ... هذه المدينة تخافُني ، هذا المجتَمَعُ بِئُونَاسِهِ الكريهينَ أسفلُ مني و من كانَ قبْلي ، لقد رأيتُ وجههُ الحقيقي ، الشوارعُ عبارةٌ عن مواسيرِ مجارٍ طويلةٍ مهجوره ، و المواسيرُ تمتلِىءُ بالدماء ، و عندما تفيضُ البالوعاتُ في النهايةِ بِمهرجانِ الدماء هذا ، سوفَ تَغْرَقُ كلُّ الهوامِ السَّاهره ، كلُّ قاذوراتِهِم المُتراكِمه من جِنسٍ و قتلٍ و ظُلمٍ و إعتداءٍ و تعذيب ، سَترتَفِعُ إلى خُصُورِهِم ، كلُّ العاهرات و السياسيون و الخائنون سينظرونَ إلى أعلى و يصيحون ..."أنقذنا" ... ، و سأهمِسُ لهم "لا" ، العالمُ بأكمَلِهِ يقِفُ على الحافَّةِ غير دارٍ بالفاجعه ، يُحَدِّق إلى الأسفل حيثُ الجحيمُ الدامي ، جميعُ أولئِكَ الليبراليين ، و المُفكرين ، و أصْحابِ الدينِ و اللِّحى ، و ذوي الكلام الناعم ، فجأةً لم يجد أحدٌ ما يقوله ، هذا المجتمع يصرخُ نفسياً و كأنها مذبحةٌ مليئةٌ بالأطفالِ المشردين و المُتَخَلِّفينَ عَقلياً ، و الليلُ يَعْبَقُ بالزِّنا و الضَّمائر القذره و المُخطَّطاتِ الكُبرى ، و بِجانِب من كانَ مثلي أرسُمُ بالدَّم بديلاً لبَخَّاخاتِ الرَّسم الخاصةِ بالهواة على جُدرانِ شوارعِ ذلك السِّجنُ الَّذي نَقطُنُ به ... "كن بطلاً خارقاً فالفوضى هي الحدود الأخيره"...

Written by : Abdalla Algarabawy

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات