اساسُ القوةِ المعنوية التي تكون من اعماقك انت لا ما يُمليها عليك غيرُك ، عن مكانةِ اللغة العربية وقوتِّها وعلاقتِّها بالفِكر و نُضجِه ، ومن ظن أن مكانته ستكون اسمى وأعلى بإنمساخه وتنازُلِه عنها والتشبث بِكُل شيء عَداها ، فكأنه بِحاله صار اشبه بمن كان بروضٍ نظِر وفضل المُطيَ لفلاة ! 


كما يقول المتنبي :

وَمَنْ يَجِدُ الطَّرِيقَ إلى المَعَالِي 

فَلا يَذَرُ المَطِيَّ بِلا سَنَامِ

وَلَمْ أَرَ في عُيوبِ النَّاسِ شَيْئاً 

كَنَقْصِ القادِرِينَ على التَّمامِ



فمن الوعي العِلم انَّ لُغتنا ليست مجردَ حروفٍ بكماءٍ لا فاهَ لها ؛ بل انها ثقافة وهوية وتاريخ وبتجرُدك منها فكأنك تجنيّ على ذاتِك وتخلعُ هويتك وترتدي غِثاءً لا يستُرُك ، فلا تَكُن اشبه بِسراجٍ امتلئ زُجاجه بِكُل شائبة فأصبح لا يُرئ منه شيئاً ولا يُنتفع من ضوئِه إذا ما اُزيل عنه مايُعكِره ، تفَكر بِمُفرداتِها وبلاغتِها ستجدُها تُبحر بك وتنقِلُك بِبُحورها لِتنهلَ من عذوبةِ مافيّها ، تفرد بها واجعلها تفيضُ بإعتزازك بها ، اِفخر ولا تَهِن .