ضعيفوا الحجة و الواقعون في مأزق هم من يبدعون في فن القسَم، هل غدا الحلف و القسم فنا؟ أعتقد ذلك، و تعددت كذلك طرقه، حسب تجربتي المتواضعة في التعامل مع الأفاقين و أشباههم ، وصلت لتدرجات و وضعت تعريفات (غير رسمية) لكل طريقة.

الحلف: و يقال له الحلفان، هو الأقل تأثيرا، يصل مداه إلى حل المشاكل الصغيرة و العارضة كأن ينسى أداء واجب يومي فيحلف أن شيئاً ما تعطل و لم يتمكن من إنهاء عمله بسببه.. كومبيوتره مثلا.

القسم: للمشاكل المتوسطة الحجم و الجادة التي قد يترتب عليها تأثير لاحق، كأن يتسبب أحدهم في حادث مروري و الخطأ عليه واضح كما الشمس لكنه يضطر للاحتيال بخلق سيناريو جديد للحادث و يقسم على صحته لينجو بفعلته، ملاحظة: يحتاج جرأة ليست عند طيبي القلوب، أحسبك، عزيزي القارئ، والله حسيبك.

اليمين: للمصائب الكبيرة، و هو مما يحتكم إليه القاضي في ظروف معينة، يصل مداه إلى أقاصي الأرض و عنان السماء و يحتاج لقلب ميت أحياناً، فالمجرم قد ينجو بفعلته بيمين أمام القاضي و لن ينجو طبعاً من عقاب الله، و يحتاج كذلك لأسلوب مسرحي في الإلقاء حتى يقنع المستمع و المشاهد و يصل في حالات خارقة إلى إقناع الخصم نفسه.

خذها قاعدة قد تعرفها و لا مضرة في التذكرة، الشخص الذي يلجأ لليمين رأساً دون المرور بالحلف و القسم، و يؤدي الأيمان بمهارة فنان على كل صغيرة حتى ولو كانت غطاء علبة بيرة، ماهو إلا كذاب اعتاد على الكذب حتى وصل إلى طريقة حياة قائمةً على الاحتيال. 

يستغل ضعاف النفوس لفظ الجلالة بجميع الأشكال و يضعون أسماء الله الحسنى و صفاته العلى و قدرته جل جلاله على الخلق و رفع السماوات السبع و تنزيل الكتاب و غيرها، يضعونها براهين على صدق أكاذيبهم تعالى الله عما يصفون، ناهيك عمن يوردون كل ما استساغوا نغمته و اعتادوا تضمينه في محاولاتهم من المقدسات و الأنبياء عليهم السلام و كتاب الله، و كذلك غير المقدسات كالأكل و الشرب (النعمة) و مقامات الأولياء و الأولياء أنفسهم و رؤوس الأبناء الصغار و رحمة الأجداد، و يبدو الأن ذلك سيحتاج يوماً ما قاموساً يتمدد و يزداد..