A
Abdalla algarabawy

Look inside my pants

مدة القراءة: دقيقتين

"الرجال الأموات لا يحكون حكايات"

Image title

أن تُحارِبَ الكثيرَ منَ الأعداءِ و مثل اغلبِ الجميع تَخرُجُ من كلّ معركةٍ على قيد الحياه ، مُتأذٍ بِبعضِ الأضرارِ النفسيه وإن كُنتَ في غايةِ الحظِ فستخرُجُ ببعضِ الضررِ الجسدي لا غير ليُغطي عليها فيُمكِنُكَ خَوْضُ المزيدِ منَ الحروبِ ، لكنكَ مهما حاولت ستخسرُ في كلّ مرةٍ تُحارِبُ بها نفسك ، فَمِمّا أنتَ حزين ؟! ... هل أنت حزينٌ من سِنّكَ الّذي أصبحَ عددُ الشمعاتِ لَهُ يُكَلّفُ أكثرَ من سِعْرِ كعكةِ عيد الميلاد و أنّكَ لم تَحيا بما فيه الكفايه ، أم من أنْكَ لم تحصلَ من عملكَ على مالٍ في حِسابِكَ البَنْكي بِنَفْسِ رَقَمِ هاتِفِكَ النقال ، أو بسببِ عدمِ فهم الناسِ لك و عدمِ إختلاطِكَ بهم ، أم بسببِ شخصٍ كانَ في يومٍ  سببُ تَرْكِكَ لِكُلّ شيءٍ حزين خَلْفك ، كانَ سببُ قدومِكَ في كلّ ليلةٍ لَهُ هو وحده ، قد علمتَهُ رقصةَ الحبّ بِكلّ خَطواتِها ليذهب ويرقُصها مع شخصٍ أخر ، كانَ هو السّبَبُ في من تَكون ، كانَ هو جَميعُ أسْبابِكَ ، قبلَ تَمْزيقِهِ لِقَلْبِكَ و ما تبقّى لمشاعِرِ الأملِ عندك إلى أجزاءٍ صغيره ، قامَ بِصُنْعِ حُفَرٍ به قُبَيلَ خَلْعِهِ بعُنفٍ و تكسيرِه ، و لم يكُن يُجيدُ الرّمايه ولم يُمْسك يوماً بِمُسدس و لم يرا و يلمس في يومٍ رصاصه و لكنهُ و بطريقةٍ ما ثَقَبَ قَلبك ، "ماذا لو كانت المشكلةُ مع الناسِ ليست مُتعلّقةٌ بِفِهمِهم بل بسببِ أنهم لا يَروقونِ لك ؟!" ، هل يُمكِنُكَ مثلي تَقَبلَ أنكَ ستبقى كلّ يومٍ وحيداً تُحادثُ نفسك ؟! ، و صدقني ... لن تتعلمَ الكثيرَ من إستماعِكَ لنفسك و أنتَ تتحدث ، لِتَهرُبَ مِثلَ الجبانِ لسريرك ، المكانُ الّذي نَقضي ثُلثَ حياتِنا بِهِ نائمين و هو الوقتُ الوحيدُ الّذي نَشْعُرُ فيهِ بالحُرّيه ، لِتَجدَ نفسكَ مَع الوقتِ أنكَ مثلَ الأموات ، تهابُ المُقارَبَات ، تُعاني من صِراعات ، و تتجَنَّبُ الحِكايات ، قد إعتدتَ على إنطفاءِ الحياةِ بك و أصبحَ جُزءاً منك لا يُمكنُكَ التّخلي عَنهُ حتّى و إن خُييرَ لك ، قد أصبحَ "أنت" ، فيتسائَلُ و يَسْألُكَ كلُّ مَن مَرَّ بحياتكَ عن سببِ تَيبُّسِ مَلامِحِ وجْهُك ، لتُخبرَهُم بِكُلِّ بساطَةٍ أن يأخُذوا من مَلامِحَكَ إجابةً يختصِروا بِها عليكَ الكلام ، و حينَ تَلْمَحُ دائماً نَفْسكَ في أخرِ كلِّ ليْلَةٍ جَالسٌ في غُرفَتِكَ صامتاً ، تُغلِقُ عَيْنَيْكَ في عَتْمَتِ الظلامِ ، لَيْسَ خَوفاً ، ولكنَّكَ تَخْشَى أن تَرى نَفسَكَ أنَّكَ قد أصبحتَ وحيداً...

Written by : Abdalla Algarabawy

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات