أمضيت هذا الشهر في تصفح وقراءة العديد من المواقع المتخصصه في هذه الثورة الجديدة من التكنولوجيا .. الذكاء الاصطناعي وقطار الثورة الصناعية الرابعه التي بدأنا نسمع أجراسها تدق قادمة حاملة بين طياتها الأفكار والإبتكارات المختلفه التي من شأنها أن تُحسّن وتغير مستوى الحياة التي يعيشها العالم .
أولاً علينا أن نعرف ماهو هذا الإبتكار الذي كان حبيس المختبرات والأوراق عقوداً بين غرف العلماء وممرات الجامعات العريقة وعلينا أن نفهم كيف يتوجه هذا القطار حتى نحزم الأمتعة ونستعد لأن نستقل هذا القطار مطمئنين حازمين في عقولنا العلم والمعرفة مصطفين لقطع تذاكرنا بشغف .. الذكاءالاصطناعي هو سلوك معين دخلت فيها المجالات الحاسوبية والتي بدورها جعلتها تحاكي مقدرة عقلك ونمط عمله وطريقة تفكيره،هذه الآلة إنطلقت لأن تزاحمك في مسار التعلم والإستنتاج وطرح الأفكار والتخطيط وحتى ردة الفعل . بدأ الذكاءالاصطناعي في منتصف العشرينات وبنوا علمائه أفكارهم ونظرياتهم على ما أكتشف حديثاً في علم الأعصاب ونظريات رياضية وكانت أولى إنطلاقات هذا الذكاء الإصطناعي artificial intelligence هو مابين يديك الآن ، هذه الآلة التي بدأت في الظهور سوف تستبدل الآلاف من الوظائف وتحل محلها مثل التكنولوجيا والطاقة والصناعة ، القانون ، المبيعات والتسويق ، المحاسبة والمالية . أما فيما يخص مهنة المحاسبة هذه المهنة العريقة التي مازالت شامخة منذ بزوغ فجرها في العصور القديمة حتى آخر ماتوصلت له عقول البشرية منذ 500 عام في إطلاقهم للقيد المزدوج سيكون له أثر لا محالة وعلينا جميعاً كمحاسبين أن نستعد ونواكب هذه التكنولوجيا التي بدأت في مسك الدفاتر bookkeeping وأصبحت ذو قدرة عالية لأتمتة إدخال البيانات والتسويات وحتى بعض إجراءات المراجعة ويتوقع العلماء أعزائي المحاسبين أنه بحلول عام 2020 ستكون كل من الضرائب وكشوف المرتبات ومراجعة الحسابات والخدمات المصرفية مؤتمتة بالكامل بإستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي ، ولكن هل يعني ذلك أن هذه المهنة ستستغني عن التدخل البشري ؟ ذكر Stephanie Weil الرئيس التنفيذي لشركة Accounteam، أن وجود الآلة للقيام بكل هذه المهن مخيف بالنسبة للمحاسبين ولكن لن تستطيع الآلة في وقت قصير في إستبدال هذه العقول وهو امر مربح لبعض الوقت ،وأنها أيضاً ستساعد في القضاء على الأخطاء المحاسبية التي تستهلك الوقت ويصعب العثور عليها وبالتالي تقليل مسؤولياتنا وننتقل للدور الإستشاري لتلك الآلة وعلى الرغم من أن خوارزميات تعليم الآلة واعدة جداً, ودقتها في معظم الحلول اليوم لا تزال بحاجة لقدر كبير من التحسين لتجنب الأخطاء المحاسبية إلا أنها إن تحسنت ستصبح مثالية حقاً للاستخدام في الأتمتة . أما ماذكر في موقع ICAEW. وأقتبست منه هذه السطور :أنه وعلى الرغم من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل التعلم الآلي ليست جديدة ، وسرعة التغيير سريعة ، إلا أن اعتمادها على نطاق واسع في مجال الأعمال والمحاسبة لا يزال في المراحل المبكرة من أجل بناء رؤية إيجابية للمستقبل . أعتقد أننا بحاجة ماسة إلى تطوير فهم عميق لكيفية حل الذكاء الاصطناعي لمشاكل المحاسبة والأعمال ، والتحديات العملية ومحاسبو المهارات يحتاجون للعمل جنباً إلى جنب مع الأنظمة الذكية فقد ذكر معهد المحاسبين القانونيين في إنجلترا أن الذكاء الإصطناعي سيحدث تغييراً جذرياً في هذه المهنة العريقة ويتضح من وتيرة التغيير وقوة الذكاء الإصطناعي أن هنالك نقلة نوعية في الأفق القريب ، وأردفت كيرستين غيلون المدير التقني في معهد المحاسبين القانونيين قائلة بأن أنظمة الذكاء الاصطناعي تتسم في الأساس بقدرات فائقة جداً، وتتحسّن أيضاً بسرعة كبيرة إنها تقدّم نتائج دقيقة للغاية، وبإمكانها استبدال الجهود البشرية ومع ذلك لن يكون هنالك إحلالاً كاملاً للأجهزة مكان العقل البشري وخصيصاً المحاسب الفذ ، فالآلة لا زالت حبيسة القواعد بعكس العقل البشري الذي يعتمد في صناعة القرار على الحدس والمنطق . أما برأيي فإن كوني وكونك محاسب يحمل هذه الشهادة والمعرفة لايعني بأننا نحمل عقلاً فذ يمكننا من التغلب على هذه الآلة بل علينا أن نكون ألباب هذه المعرفة وأن نُمكن أنفسنا من تهذيب ووضع قواعد هذه الآلة من خلال القراءات الكثيفة لكيفية عمل أسس هذه الآلة وقواعدها التي تنطلق منها بالتوازي مع فهم قاعدة إنطلاق القيد المحاسبي وهو لا يزال في المهد وأن ندمج أنفسنا دمجاً سلساً بين هاتين المقطورتين في قطار الثورة الصناعية الرابعه وأن نحصل على تلك الشهادات المهنية التي تمكننا من التخصص ومن التقنية المالية على وجه الخصوص ، وجدت من خلال بحثي بين المواقع هذا الموقع الذي يقدم كورسات أونلاين والبعض منها مدفوع فيما يخص هذه التقنية
القطار وصل ! ومازال قابعاً في محطته بإنتظار أن نقطع تذاكر الصعود فهل نحن مستعدين لأن نرحل على متن شغفه ومواجهة تحدياته ؟