منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا ماتزال هناك عدة أسئلة تحمل في طياتها مجموعة كبيرة من التساؤلات الفرعية ومن خلالها وضعت الكثير من المبادئ والأفكار و القوانين.

من هذه الأسئلة يبرز السؤال( كيف أكون إنسانا جيدا؟) سؤال صغير في تركيبه اللغوي وكبير في تركيبه المعنوي . وقد حاول العلماء الإجابة على هذا السؤال بطرح العديد من الرؤى حول ما هية الحياة الجيدة وما شروطها مما اضطر الفيلسوف سقراط أن يخوض في غمار العلوم جلها و يعلن إكتشافه المؤكد بأنه بات يعلم يقينا بأنه لا يعلم.

ونظرا لعظمة هذا السؤال تكرم ربنا بالإجابة عليه بطريقة كونية عجيبة حيث التقى أعظم ملك مع أعظم نبي في أعظم بقعة في الأرض ليلقي عليه إجابة من ربه مبتدئا مشوار الإنسان في هذه الدنيا حيث دخل عليه في غار حراء و بلامقدمات وكررها ثلاثا (اقرأ، اقرأ، اقرأ) تأكيدا على أهمية هذا الفعل وإشارة إلى طرف خيط الإجابة الموصلة إلى حقيقة السعادة والصلاح.

وكأن فعل القراءة يقود إلى الجنة .. جنة الدنيا التي قالو إن من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة ، وماعساها تكون هذه الجنة إلا في كتاب كما تصور بورخيس بأن الجنة حتما ستكون على هيئة مكتبة وليس بالضرورة إتساع هذه الجنة وتباعد أطرافها فهذا ابن تيمية يعلنها صراحة أن جنته في صدره فإن نفوه فهي سياحة وإن قتلوه فهي شهادة.