"ألجمو نزوات العواطف بنظرات العقول." حسن البنا

"ايها الماضي لا تغيرنا كلما ابتعدنا عنك." محمود درويش

....

Image title

إنها الحياة في نظري.. رغم اختلافِ مواسمها الأربعة إلا كل ليلةٍ من اقترابِ العامْ لا أنَمْ ذلك الفجر خوفاً من خفاء السماءَ فجأة.. ساعة تأخُر نبضاتِ الشمس عن الخروج ليلاً من مشرِقها لتموت بقايا أمَلي بالجسد المهمش الذي تسكنهُ روحيّ الآملة بفرصة البقاء الوحيدة! ليس البقاء على النجاة من استفزاز المرض وسماجة البشر-رغم جمال الإنسانية- إنما البقاء على اقتراف الأخطاء والتعلم قبل فواتُ أوانِ التوبة..
والتوبة كمفهوم بريء: هي ببساطة قول "آسف..." ثم "لن أكررها ثانية"... اما الاختلاف: فتكون كمن لم يقترف شيئاً فلا ضمير يعاتبه على نعمة الحياة ولا لعنة تكبله عن الشعور بلذة مسموحة.

انني لا أبرر افعالا اقترفْتُها بيديَ العاريتين أو أعضائي المستورة بلا انني لا أعلم بعد كيفية ارتكاب معاصٍ بجرأة إنسان مخطئ! ولذلك لازال هاجسي عن خوف ارتكاب الخطأ يفوق شغفي لتحقيق الانجازات، ما يجعلني اركض بأقدام حافية على أرضٍ لَزِجَة.. كل عام لا افتخر بصفة او هواية قد عشتها سوى التخيل وكأي شعور انسان في يوم مولده؛ حيث (التذكر).

ولربما كان -التذكر- الالهام الأخير بعد عاصفة من التفكير في مستقبل جسد لم يولد الا منذ قربة التسعة عشر عاما، وروحا لا أعلم متى كان مولدها لربما شرخت قشرتها او مازالت غير نضجة لتنبت بذرتها في ذاك الجسد الضعيف حتى يقوى ويتعلم كلما تأمل بعد أن يتألم!

ففي نظري ونظر الكثير ممن قرأت لهم، فالألم واجب عليك ولكن الأمل واجب منك.. ومنه تنمو بذرة التعلم في أرض الحياة المقدرة بالهلاك في أي لحظةٍ من تصحر تربتها او قرار الخالق.. حتى تلك اللحظة المرعبة، فمازالتْ اللحظات السعيدة جديرة بالذِكر أو التَذكّر.. وذلك ربما ما سأقوم به في فجر الغد…

بقلم وكيبورد/نور الدين خالد