حبيبتي ، فراشَتي ، يا أعزُ ما قد تزرعُهُ يدي ، تَفاجئتُ أنكي كبرتي في غمضةٍ و أكمَلتي نُمُوَكي ، و كنت ألحظُ دائماً جمالُ صِغَرِ أوراقُكي ، قد مرّ دَهْرٌ و مازلتي وردتي ، أصبحتي لمّاعةً مثل غَنيمتي ، كُنتي لي الصديقُ وقتَ شِدتي ، تفاصيلُ قَوامُكي سَطَلَ مَن حولَكي ، لم أُفْتَتَن مِثْلَ الجميع بِشَكْلُكي ، لأني وجَدتُ تَشابُهَ مُعاناتي مع رَحيقُكي ، لم أُرِد لشعوري الأمل مُجدداً أن يَحتَفي ، فوقَ قِطَعِ الزجاجِ أن يَتْرُكَني و يَخْتفي ، فَقد كنتي لي مَنْبَعُ سعادتي ، أردتُكي لي تماماً يا عزيزتي ، رَغِبتُ قَطْفَكي بكاملِ إرادَتي ، لِتَكوني لي أنيسةً في حدةِ وحدَتي ، وأن تُعطني أملاً في أعماقِ غُربتي ، و أزرعُكي مُجدداً لِتُصبحي شَتَلَتي ، لِتُغَطْي رائِحَتُكي أنفاسَ غُرفتي ، و مِن أولِ نظرةٍ أصبحتي "أنتي" لي و أنا لكي ، لِتَكوني مَصْدَرَ قوّتي ، في أن أقِفَ مُنافِساً لِحُزني و كَآبَتي ، و أتعافى من ألمِ من تخلّى عني و تَرَكَني ، وأن أُخبِرَ العالمَ أني وجدْتُ ضالّتي ، وجدتُ شيئاً أبعدُ ما يكون عن إدراكُكي ، لكني أراكي مُنْغلِقةٌ من ناحِيتي ، لاحَظْتُ تَعَمّدُ إنكِماشِ عَبيرُكي ، أحسستُ بالسوادِ قد خَيْيَمَ على وِجْهَتي ، و رأيتُ الظَلامَ قد إرْتَسَمَ على وَجْهُكي ، فما هي المشكلةُ يا زهْرتي ؟! ، هل أمسَيْتُ فَجْأةً مُنْطَفِئاً لكي ؟ ، أم أني لا أعتني جيداً بكي ؟! ، ربما لم أكن جيداً كما ينبغي ، أو لستُ كما كنتي تتطلّعي ؟! ، أم حقاً لم أكن الشخص الّذي كُنتي تريدين و لم تتوقعي ؟! ، مازلتُ أأمَلُ أن نلتقي مَرةً أخرى يا من صَنَعَ بَسمتي ، أن تُعطِيني يوماً ما بِكي ، و تُبادليني نَفْسُ أنفاسِ مَشاعري ، أن أرى ولو لِمَرّةٍ قَشْعَرَةُ جِسْمُكي لِرؤيتي ، و أشْعُرَ بِوَميضُكي الحقيقي لي كالحريرِ على هَيْئَتي ، رُبما مهما حَاولتُ فلن أستَطيعَ إسعادُكي ، لكني أُحبُكي بِقَدرِ حُبي لِثَلاّجَتي...
Written by : Abdalla Algarabawy