"التقدم ليس وهما؛ فهو يحدث كل يوم، لكنه بطيء ومحبط للغاية." جورج أورويل
مع بداية كل صيف تُغادر ذِكرياتٌ كثيرة وأُخرى تظل.. أهمها كان برد الشتاء و حرارة الامتحانات ثم ذكرى يوم ميلادٍ موسمي، الذي اترقب فَجْر أيامِه قامعاً أمام نافذتي مطلّا من ناطحة السحاب على سَربِ الأضواء الصفراء بعد أنْ بدّلوها بأخرى حَديثة.. و على السماءَ الكاتمة لأجمل سِرّ تُفصح عنه كل يوم...
الا أنني وباقترابِ العام الجديد.. أخاف منها أنْ تحفظ هذا السر الى الابد او تُعلنه متأخراً طافئة لهفتي؛ حيث أقمع أمامها مُنتظراً بفارغ الصبر طلوعِ شمس جديدة كأمَلِ سماع دقات قلبَ جثةِ جسدٍ يحيا "إكلينيكياً" دون حركة من أيّ عضو (وكأنها أطراف الحياة الأربعة)، وكأنني أنظر للحياة ببصيص أمل ذلك الشخص الذي يزور بقايا صاحبه الحية كل عام دون عزيمة لكن دون إحباط كذلك او أسى.. فلازال يتشبث بتلك الدنيا الجميلة ولو بإصبع يتحرك مُعلنا بقاءه ليكتشف سر آخر يرغمه للعيش تحت ظِلٍّ وشمس، ريحٍ وماءْ !
♤♤♤
أما أنا لا أدري ولا انوي أنْ أفكر الآن في كم الأسرار المفقودة، حتى لأتوهج شارقاً كي تطلع الشمس لتُعلن موعد غروبي عنها مُطمئنا بيوم آخر غَنيّ بالأسرار المكشوفة.. إنها الرابعة فجرا.. ويتبقى لي أربع ساعات أخرى وربما أقل... فسآخذ لقطة أتأمل بها صورة الشارع الجميل قبل ان تغرب أضوائه وحتى تَظهر تيلة الخيط الرمادي من السماء...
وأعودُ شارداً الى حين...
بقلم وكيبورد/ نور الدين