هذه أول تدوينة لي -تقريبا- أنشرها حيث أني كتبت من قبل بعض الأفكار التي تراودني في ملفّات وورد و لا زلت أحتفظ بالبعض الآخر في ذاكرتي و أتذكّرها بين الحين و الآخر مع علمي بأنها طريقة لا تجدي لمن أراد البدء في التدوين بالفعل، لأن الإنسان بطبعه معرّض للنسيان و ربّما ينسى أحد الأفكار المهمّة التي تراوده.
قصّتي مع التدوين و الكتابة ربّما انطلقت قبل فترة من الآن - نظريا على الأقل - حيث أني لم أكن أكتب كثيرا كما ذكرت في البداية. قرأت عددا من التدوينات و المقالات حول التدوين و أنّه على المدوّن أن يكتب كل ما يجول في خاطره في ذات اللحظة قبل أن ينسى الفكرة التي راودته، و أيضا من غير المهم أن ينتظر الواحد منّا حتى يتعلّم أكثر عن التدوين أو أن يكون مستوى كتاباته جيّدا بما فيه الكفاية، و ذلك لأن الاحتراف في التدوين لن يكون من أوّل تدوينة أو مقال بل العكس هو الصحيح. تتحسّن مهارات الواحد منّا في أي مجال كان بالتجربة والممارسة و بذل المجهود، فالعلم إنّما بكون بالتعلّم، و الخبرة و الاحتراف لن يكونا إلا بالممارسة و الخطأ لأن مجموع الأخطاء التي تُرتكب ستكون بعد فترة هي الخبرة في حدّ ذاتها. و على سبيل المثال، من أراد أن يكون مبرمجا جيّدا لا بدّ له من البدء في البرمجة و عدم الاكتفاء بقراءة و تعلّم الدروس النظرية فقط.
أذكر أني ذات مرّة كنت أتحدّث مع أحد أصدقائي على موقع الفيسبوك و تبادلنا الحوار حول ما نقرأ من كتب في تلك الفترة فذكرت له أنّي قرأت كتابا صغيرا عن محاسبة النفس و أني أفكّر في كتابته شعرا (طبعا لست أهلا لذلك :) ) فأعجبته الفكرة و حثّني على كتابة ما يجول بخاطري من أفكار و نصحني بكتاب "صيد الخاطر" لابن الجوزي و قراءة مقدّمته خاصّة و كيف بدأت فكرته في الكتاب. ثمّ بدأت بعدها في كتابة شيء قليل من الخواطر التي لا زال أغلبها في ذاكرتي و لم أدوّنها بعد. ثم بعد فترة وجدت هذا الموقع و أعجبتني فكرته لذلك قرّرت البدء بهذه التدوينة و أرجو أن لا تكون الأخيرة :) .
أظن أني أطلت أكثر من اللازم لذلك سأنهي هذه التدوينة الآن لأني لا أحبّذ المقالات الطويلة كثيرا و أظنّ أن هناك الكثير مثلي. ألتقيكم في تدوينة أخرى.
* فقط ملاحظة صغيرة لمن أراد متابعتي (و هذا من دواعي سروري) و هي أنّي لن أقتصر - مبدئيا - على مجال بعينه في التدوين و ربّما بعض المجالات ستكون لها - بطبيعة الحال - النصيب الأكبر من الاهتمام.