Image title


هكذا رأيته أمامي ..

ذهب إليه مبتسما وصافحه وألقى التحية – زميل عمل – وقف ورد له التحية ثم قال له : أريد أن أخبرك بأمر ما وبدأ صوته يرتفع وكلما ارتفع تلاشت ابتسامة صاحبنا الجميل.
 رد بكلمة وكأنه يختبر مدى غضب من أمامه فإذا بصوته يتجاوز المسموح فتركه حتى انتهى .. ثم سمعت صاحبنا يقول لنتجاوز الأمر ثم غادر بصمت بينما الشخص الغاضب كأنه شرب ماء بارد في طقس حار .. أخرج ما بداخله من إعصار .

الموضوع كما أعتقد لا يستحق رفع الصوت والغضب .. ولكن لنحلل الحدث في العمق.

بالتأكيد نحن لا نعرف الاخرين جيدا ولا نعلم عن ظروفهم وما يمرون به وفي المقابل نحن غير مسؤولين عن ظروفهم وتغير أمزجتهم .
الداخل واللاوعي لا يكذب , ولغته واضحه لا تتزيف ، حتى ولو حاولنا الخداع فلن نتمكن من إخفائها.

قد نعتقد أن أحدهم جيد لفترة من الزمن ثم يتجلى لنا العكس . ليس لأنه جيد من الأول بل لأننا لم نراه جيدا من البدء.

الصمت الذي قابل الغضب في الموقف الذي ذكرته وكأن الرجل يتحدث مع نفسه أمام المرآة ، ما رأيته أن صاحبنا كان لديه القدرة بأن يعكس داخل ذلك الرجل فيه ويكشف لاوعيه وقيمه وقوانين عيشه وتركه حتى انتهى.


الرجل الغاضب دوما ما يبحث عن متنفس لغضبه ليخرج هذا السم وهذا الكربون منه، البعض يعود على نفسه فيمرض جسده ويشيخ بسرعه والبعض يبحث عن شخص ما وكأنه رئة ثالثة له ليخرج منها سمومه والعاقل من فطن ذلك وسمح أن يكون في بعض المواقف ليس إلا
 ( رئة ثالثة ) تساهم في التخفيف عن الآخر .

لن يضرنا شيء بل بالعكس ، صفاؤنا ونقاؤنا يسمح لنا بأن نهضم الأحداث المؤلمة ، نحن يجب أن نرى الآخرين بنظر مختلف ، ما يفعلونه ليس إلا هم ولا يضر سوى أنفسهم وكل خير يقدمونه هو لهم .

الحياة أجمل حين نحيطها بمفاهيم عامة شاملة في كل شيء ، لا ننتظر المواقف حتى نتعلم والتجارب حتى تنضجنا بل يكون لنا منظومة عميقة مزروعة في الداخل مثمرة متسعة تتغذى على المراقبة والمشاهدة و وتتبع الحكمة والبحث عن منابعها .