بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين :
هنالك أوقات من العمر فيها ساعات عصيبة ونفحات مميتة وضجيج مليئ بشقاء الحياة قد يتعب المرء في التفكير ويرهق صاحبه و يزيد عليه من فجوات الألم والضياع في نافذة المستقبل وهواجيس الظلمات والتي سوف تضعه في دائرة الأحلام الضائعة حيث الوهم و الابتعاد عن ضوء الحقيقة و تحقيق براهين النجاح ..
وحتى نوقظ أرواحنا من الوهم والضياع ونبني لمستقبلنا أبراجا من الأحلام و الطموحات لابد أن نتسلح من الداخل بالخير والسلام و العزيمة والإصرار و نتوج أنفسنا بتاج الإرادة فالمؤمن سلاحه الصبر والصبر جزائه الفرج و ثمار الفرج تحقيق ما نطمح إلية وهو الإرادة .. ولكن لابد للإرادة أن تكون مملؤوة بالحافز الداخلي والخارجي الذي يشعل وقود الحماسة والرغبة وهو ( الشغف )
والشغف شعور لايمكن وصفه لانه مكون من عنصر يسمى الإقتناع فمهما أمتلكت تلك الجوهرة في صدرك وقلبك فتيقن أنك تمتطي جواد أسمه الشغف الذي يحملك إلى الشئ الذي تحبه وترغب به والذي سوف يركض بك كالجواد السريع نحو تحقيق هدفك إلى خط النهاية ..
ولعلي أذكر لكم قصة من حياتي الشخصية لشخص عزيز على قلبي أشعل في داخلي "روح الشغف" والحماسة كنت في صفوف الدراسة بالمرحلة المتوسطة وكنت ملتحقا بحلقات التحفيظ القرآن الكريم الصباحية بالمدرسة وكان المعلم قد رصد جائزة لمن يحفظ ويتعلم الترتيل والتجويد لجزء " عمه " وكانت الجائزة مبلغ مالي و شهادة شكر وتقدير .. فجعلت تلك الجائزة مني مصدر تحفيز خارجي وتشجيع داخلي جعلتني أثابر وأحضر لجميع الحصص القرآنية ولا أغيب عنها أبدا .. وكانت المنافسة شديدة مابين الطلاب وبيني فالجميع متحمس ومترقب لمن سوف يسمو على القمة ويتوج بتلك الجائزة لمن يحفظ الجزء كاملا ..
وفي حين مرور الوقت لحصص القرآن وتعلمي وحفظي لبعض جزء عمه تقرر من المعلم موعد الاختبار وحانت اللحظة التي سوف نختبر فيها ويقرر من الفائز بتلك الجائزة الثمينة , وبدأ الإمتحان وامتحن المعلم جميع الطلاب وكنت قد خسرت في الإمتحان والتي أطفت على خطاري الحزن والكئابة لأنني لم أنجح وكانت صدمة كبيرة لي .. ولكن كانت لمعلمي نظرة ووقفة تجاه أبنة الطالب ولمحة أبوية في التعمق وفهم الحالة النفسية للطالب التي قد تكون نقطة تحول إما للأمام أو للخلف فما كان من معلمي الا أن مدحني وشجعني على المثابرة والاجتهاد في المرات والمسابقات القادمة فكانت كلماتة "كالبلسم الشافي لحزني" ..
وما إن فرغ من كلامة حتى أهداني شهادة شكر وتقدير بما أنني لم أفز ولكن كان أهدائة من باب بناء التحفيز وعدم التحبيط .. فبعد ذلك الموقف العظيم من معلمي تغيرت حياتي من شخص " بلا روح " إلى شخص يمتلك "روح الشغف" ..
فالحمدلله أصبحت من الأشخاص الذين يمتلكون مبدئا و قضية سامية و هدفا أحارب لأجله متمسك به ولدي قناعة تامة بما أعمله وأفعله أستطيع بها من خلالها الإستغناء عن أي تأثير خارجي وأن أعتمد على " شغفي و إرادتي " في تحقيق أحلامي باذن الله ..
ولعلكم تسألون كيف الإنسان يتغير ؟
الجواااب / بالفكر ,,, فكن مفكرا ولاتكن مقلدا
وهنالك خمس قواعد للتغير أستنبطتها من محاضرات الدكتور طارق السويدان في إحدى دورات التدريب ..
فالإنسان يتغيير بالـــ /القناعات , الاهتمامات , المهارات , العلاقات , القدوات , وأشملها وأعظمها (الإخلاص) ..
فالإخلاص أساس النجاح فرحلة التغيير تحتاج إلى أدوات منها القناعة وما ورائها هي الفكر وما وراء الفكر هي الاخلاق المتجسدة في الإخلاص , اذا اذا أستطعنا أن نغير تلك الخمس القواعد يستطيع الإنسان أن يتغير كاملا ..
وفي الختـــام :
يجيب علينا أن نتعلم ونبني لأنفسنا أحلاما ومبادئ وقضايا نعيش لأجلها لتصبح دافعا لنا و كدافع داخلي حتى يحرك الشغف هذا الحلم والأمل البعيد ويتحـقق ..