لا أكتب لقارئ بات كل همه معرفة أسرار وشم على كتف فنانة من الفنانات، ولا لقارئ أضاع وقته وعمره فى تتبع فضائح المشاهير، ولا من ذاب شوقا لكشف سر خيانة الراقصة (……)، ولكنى أكتب للقارئ الجاد، الذى يبحث فى دروب المعرفة الإنسانية، والذى أرقه العطش إلى المعرفة بنفسه فهام باحثا عن كنهتها ومعناها، أكتب لذلك الذى يبحث عن لألئ الفكر الإنسانى فى غياهب التاريخ الإنسانى، أخاطب هذا الذى أحزنته غربته فى مجتمع يموج موجا بسفاهات المدعوين بالمثقفين لعلى أنس غربته وأذهب عنه مرارة وحدته.
أعرف ندرة مثل هذا القارئ، كما أتفهم ما ينتظرنى من مشقة البحث عنه بين أطلال الإنسانية المبعثرة، ولكن يقودنى صدق إشتياقى إليه إلى الإستمرار فى طلبه ليكون قارئى وكاتبى، فقارئ واحد من أمثال هؤلاء هو أثقل عندى – بميزان الإنسانية – من مثل جبل أحد ممن يظنون الثقافة والمعرفة فى الإحاطة بالمسلسلات والأفلام، وهو أرقى عندى – بمفهوم التطور الداروينى – ممن ينفقون أعمارهم وأحاديثهم فى قصص اللاعبين ومقاسات المشاهير وأزياء الراقصين. فأنا أكتب لأحيا بصحبة قارئ يريد الحياة.
محمد عادل أبو الخير