تلح علينا منصات الثقافة (أو هكذا يسمونها) بسموم الأفكار، ولا يزالون يلحون حتى تتغلغل الأفكار فى جسد المجتمع متبعين بذلك خديعة رسم الأطر والسياقات المسبقة حتى يظنها الكثير حقيقة، ومن هذه الأفكار التى تستفز المراقب ما يتعلق برسم إطار لتفهم مكانة المرأة فى مجتمعاتنا، أثار إشمئزازى بعض الأعمال التى توصف بالفنية والتى تطرق الأبواب الخلفية للعقول وتتسلل لرسم إطار مقزز للمرأة فى الخفاء، وجدت ذلك عندما صرحت بطلة أحد الأعمال بإنتقامها ممن ظلمها بإستخدام سلاح المرأة، ثم تتوالى الأحداث بحفنة من الإنحطاط الأخلاقى فى إطار إنتقام المرأة بإتقانها المبارزة بذلك السلاح الأنثوى فى جو من الفخر والفرح بالظفر من ظالمها.
لماذا يصرون أن يقنعوننا بأن المرأة لا تملك سلاحا شريفا؟ لماذا يتبعون دوما الغائية فى تقدير النتائج؟ لا يكفون عن حشو الرؤوس بشعارات جوفاء عن المرأة ثم لا تجد إلا أحط الأمثال فى فنونهم، ألا تملك المرأة عندهم سلاحا أكثر شرفا مما يضربون لنا المثل به كالعلم والدهاء والوقار؟ ألا يعلم أولئك أن المرأة تستطيع أن تحرك جيشا من الشرفاء بوقارها وتسترها؟ أم أنهم لا يعرفون سوى إمرأة تحرك شهوات السفلة من المخنثين وأشباه الرجال بميوعتها وعهرها؟ نحن العرب عامة نسكن المرأة قدرا أرفع مما يدعوننا إليه فى فنونهم الخرقاء، لا تعرف نساؤنا غائياتكم ولا تقدر النتيجة بعيدا عن الوسيلة، المرأة كما عهدناها فى ثقافتنا هى عون لأهلها لا تقترف عارا أو تجره إليهم، هى التى أورثت الشرفاء شرفهم وعلمت العظماء أسباب رقيهم حتى فى أشد لحظات إنتقامها تخوض معاركها بشرف النبلاء، هكذا نساؤنا ولا نريد معرفة أشباه نسائكم، أو إتركوا لنا منصاتكم فنريكم من تاريخ نسائنا ما خفى عنكم.