مسابقات اختراق الصحارى والجبال بغض النظر عن الوسيلة(موتوسيكل ام دفع رباعي),ربما اشترك البعض في السباق كنوع من الفضول لاستطلاع الامر والتعرف على الطبيعة,وآخرون لأجل تحقيق نتائج مرضية,تكون حافزا لهم في خوض المزيد من المغامرات,في بعض الاحيان ينتج عنها اصابات غير مميتة,لكنها قد تسبب اعاقات دائمة للمتبارين الذين لا يحسنون صعود الجبال او السير في الرمال المتحركة,وبالتالي يفقدون القدرة على المنافسة,بل قد يجدون انفسهم في غيابة الجب لبعض الوقت,حيث قلة (السيارة) ومن ثم تأخر الالتقاط .
نقول ذلك للذين فروا بأنفسهم الى خارج الوطن متشبثين بالحياة متناسين ان الحياة وقفة عز في ساحات الوغى التي لم يكونوا يوما مرتاديها(اهلا لها) بل دخلاء,خوفا من تسونامي التغيير الذي يجرف كل ما يجد في طريقه,فيقتلعه من جذوره ويرمي به خارج المكان والزمان ويصبح في خبر كان نسيا منسيا.
بعض اركان النظام السابق,ما انفكوا يلبون الدعوات المتمثلة في اقامة حوارات مع من يتصدرون المشهد,ظاهرها وقف المزيد من اراقة الدماء ومحاولة بناء الوطن,وباطنها الحصول على بعض المكتسبات(المناصب)وتبييض الوجوه,فكانت لهم العديد من الاجتماعات بالخارج بفنادق الخمسة نجوم مع الاكراميات,آخرها بالسنغال–داكار,برعاية اطراف اقليمية ودولية مشكوك في حياديتها,بل بعضها كان ولا يزال السبب في تدمير البلد وتشريد سكانه.
لقد وصل الامر بهؤلاء (الاركان)حد "المجازفة-التهور"والعودة الى ارض الوطن(جنّبوا خزينة المليشيات مئات الملايين من الدولارات بدل استجلابهم عنوة)لاستكمال الحوار تحت ظلال الديمقراطية التي ينعم بها الوطن على امتداد سبعة اعوام,وفي لمح البصر تم الزج بهم من قبل مضيفيهم في السجون واعتبارهم عصابات اجرامية لديهم خلايا نائمة يحاولون زعزعة الامن والاستقرار الذي يغمر البلد والتنغيص على حياة المواطن وسلبه الرفاهية التي ينعم بها,والعودة به الى الحكم الديكتاتوري الذي استوجب آلاف الشهداء وانهار من الدم لإزاحته.
بالتأكيد لا احد يتمنى بان يلقى هؤلاء المتهورون سوء المصير,وان كنا ندرك جيدا ان المتهورين يفتقدون الى الحنكة والحكمة والقراءة المتأنية للواقع المرير,ربما اصابتهم غشاوة, فزينت لهم انفسهم اعمالهم,وقعوا في الفخ فأصبحوا صيدا ثمينا بكلفة لا تذكر,وعلى رأي المثل(الطمع وقطع الرقبة متحاديين),والسؤال هل ستقوم الجهات الداعمة للحوار بالتعاطف معهم وتنقذهم مما هم فيه؟ ام انها ستغض الطرف؟ وتعتبر ما حصل انجاز ضخم وتتطلع الى مكافأة مجزية,فإيرادات النفط تذهب الى جيوب المليشيات الذراع العسكري لحكومة الوصاية وهذه بدورها تؤمن لها الغطاء الشرعي(تبادل منفعة),والمواطن يفترش الارصفة امام البنوك التجارية علّه يتحصل على ما يسد به رمقه.
لقد اثبت المتصدرون للمشهد بفعلتهم هذه,ان لا عهد لهم ولا ميثاق,لقد انقلبوا على النظام الذي فتح لهم ذراعيه,بل ادخل بعضهم في دورة الحياة السياسية والاقتصادية وجعلهم من المقربين بعد ان قاموا بالمراجعة وإعلان التوبة واعتباره ولي امر وان لا خروج عليه,المسيطرون على زمام الامور في غرب الوطن يؤكدون ان لا وجود لشيء اسمه حوار لأجل التوافق,بل هو "حوار" للمغالبة وفرض الرأي بالقوة,ولينضم من كانوا بالأمس طلقاء وبمحض ارادتهم الى اخوانهم (الذين آثروا البقاء بالوطن رغم علمهم المسبق بما سوف يحدث لهم من مآسي) بالسجون التي تفتقر الى ابسط المعايير الانسانية بشهادة المنظمات الحقوقية الدولية.