أبليس يكره حملة القرأن .. ولكن ليس الكل

فلاح الخالدي

...........................

لاشك ان القرأن الكريم الذي نزل على صدر نبينا الخاتم (صلوات الله عليه واله وسلم) هو دستور السماء ومنه يتفرع الامر والنهي عن المحرمات وغيرها , لانه لم يجعل صغيراً ولا كبيراً الا أحصاها , كيف لا وهو دستور رب الارباب الذي لايضل ولا ينسى (سبحانه تجلت قدرته ) .

القرأن هو السهم الحاد في قلب الشيطان حيث تراه لم يجعل للشيطان طريق يسلكه الى قلب البشر الا وسده بأياته المباركة التحذيرية للبشر والذي يذكره عن غفلته و سهوه .

فمن الطبيعي ان الشيطان سينصب العداء بكل ما اوتي من قوة ليحرف الكلام عن موضعه لانه يعرف ان فيه هلاكه اذا تدبر فيه الانسان القارئ له والذي يحمل من العلم الذي خطته كلماته .

ولكن ليس كل قارئ للقرأن هو عدو الشيطان فهناك من يقرأ ولكن لايصل تراقيه ففي حديث للنبي الاكرم( صلى الله عليه واله وسلم) يصف هؤلاء يبين فيه أن قوماً من أمته يقرؤون القرآن ولا يجاوز تراقيهم (والتراقي جمع ترقوة، وهي العظم الذي بين الجنب والرقبة), فهؤلاء احباب الشيطان لانه مطمأن من جانبهم لانهم يقرأن ولا يطبقون .

ففي التفاته رائعة للمحقق المعلم المرجع الصرخي بين فيها من أعداء الشيطان ومن هم احبابه , في احدى محاضراته العقائدية التربوية , المحاضرة {28} قال الاستاذ ..

((الحوارية التي دارت بين النبي الأقدس محمد (صلى الله عليه وآله) وإبليس حول أصناف البشر الذين يكرههم إبليس... "ثم قال المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم): كم أعداؤك من أمتي؟ قال إبليس (لعنة الله على إبليس): عشرون ، طبعًا نحن نلعن إبليس لكن يوجد بعض الناس، بعض الطوائف، بعض الرموز، بعض الديانات، بعض التوجهات، بعض الأفكار، لا ترضى بأن نلعن إبليس، لا ترضى بأن نحكي على إبليس بسوء، وستأتي بعض الإشارات إلى هؤلاء ، قال إبليس: عشرون ، أولهم أنت يا محمد فإني أبغضك ، إذًا أول أعداء إبليس هو محمد (صلى الله على محمد وعلى آل محمد)......الثاني:...الثالث :حامل القرآن إذا عمل بما فيه ، أقول: ليس كل قارئ للقرآن هو من أعداء إبليس وإنما حامل القرآن إذا عمل بما في القرآن وحامل القرآن إذا عمل بما فيه)) انتهى كلام المعلم .

وختاما ندعوا الله ان نكون من حملة القرأن والمطبقين لما نقرأ , لنكون في رضى الله ورحمته وعفوه وحمايته , من الشيطان وشياطين الانس المتلبسين بلباس القديسين الذين يسيرون في عباد الله الى الهلاك والضلال والضياع , ويحسبون انهم يحسنون صنعاً , بسبب تأويلهم للقرأن حسب هواهم ومصالهحم وملذاتهم .