النساء ، ماذا يُمكِنُكَ أن تقول ، من صنعَهم ، و لماذا ، وما فائدَتُهم ، لابُدّ أنّ من صَنَعُهم كانَ ذكياً ، أَتَعْلَم... يُمكِنُكَ أن تعرفَ الكثيرَ عن إمرأةٍ من خِلالِ عِطْرِها ، طريقُ كل أعمى إليها بِعَنْبَرِها ، أجل سَتتفَاجُىء كثيراً بما يُمكِنُكَ أن تَلْتَقِطَهُ عنِ المَرأة من خِلالِ رَائِحَةِ عَبيرِهَا الخَدّاع و ذَوقِهَا به ، أنْ تَدفِنَ أنفكَ داخلَ جبالٍ من تجاعيدِ الشعر و فقط كلّ ما تُريدُهُ أن تَنامَ هُناكَ وَسَطَ ناطِحَاتِ السّحابِ تلك إلى الأبد ، و تلك الشِفاه ، حينَ تُلامِسُك و تُلامِسُ جَميعَ أجزاء جسدِك ، مثلَ شهوةِ إحساسِ أولِ رَشْفَةٍ من النّبيذ الأحمر بعد إجْتيازِكَ للصحراءِ وحدك ، أو هذهِ الخُدود... كالمَناطِيد الحمراء الّتي تَسْبحُ كَسِرْبٍ منَ الفراشاتِ فَرِحَةٌ بِبِدايةِ الرّبيع ، و الباحه الخلفيه ... نَجدُ بِها ما كُننا نَبْحَثُ عنهُ من هَضَبَتين مُمَييَزَتَين بينَ هِضاب الأرضِ جَميعُها و لا يُمكِنُ أن تَخْذُلَ الأبصارَ بِتَناسُقِهِما و تَنَاغُمِهِما على إيقاعِ كلّ وترٍ يَضرِبُ بِقَاعَها، و صَدرِها... خَلاّبٌ بِقَدرِ جَمالِ خُبْثِ قَلبِها لِيُصَوّبَ سُطُوعَهُ نَحْوَ كلّ عَينٍ مِثلَ كَشْافاتِ البحثِ في الميناء لتُرشِدَ السّفُنَ نَحوَها ، شَكلُ جَسَدِها... بِما يَحمِلُهُ من تضاريسٍ و أراضٍ لم يستكشِفْها أحد مُنْتَظِرَةٌ كريستوفر كولومبوس الجديد ليأتي مُهَيْمِناً على أرْضِها مُرَحِبَةً به ، مُسْتَوطِناً داخِلَها سُلالَتُه ، الأقدام... الّتي تتجَمّعُ حَولَها الأزهارُ في كلِ خطوةٍ تَخْطُوها لِتَفُوحَ من تِلكَ الأزهارِ رائِحَةُ شَبَقِها الّذي تُخَبّئَهُ مَخْلُوطٌ بِعِطْرِها إلي ، و حِينَ نُمْعِنُ النّظَرَ إلى جَسَدَيْنَا مُتَخَيْلَنِهِما مُجَرّدينَ من كِسْوتِهُما تَتَجَمّعُ فَجأةً شَهَواتِنا كالحريقِ عندَ أطْرافِنا لِتَتَمَلّكُنا أفكارٌ بما تُحرّمُهُ المعتقدات ، و لا ننسى هذه السيقان ... لا يَهُمّني إن كانت من عواميدِ المعابد اليونانيه المرصّعةُ بالياقوت أم مَصْنوعةٌ من عَكاكِيزٍ مُهترِئةِ البُنْيان ، فما بينَ تِلكَ السيقان ، ... تذْكِرَةٌ للجنّة ...
Written by : Abdalla Algarabawy