( مِهرَجانٌ من الدِماء )
ربّما شَعَرْتي به ، أنّ مُلّاكَ عوالِمُنا لم يَتَوصّلوا إلى حلٍ قد يُرْضِي جَميعَ الأطرافِ ، و قد جئت مصاحباً قَبيلَتي ، الكائِناتُ ذاتِ اللّونِ الأسود ، مُصَاحِباً مَوْكِبَهُم الكبيرَ في طَرِيقِنا إليكي، حَاضِرينَ مَعَهُم أَفضلُ أَنْواعِ الهَدايةِ و أشهى مُفَاجَآتِ السنة المَرْغُوبَةُ من الجميع "الموسيقى"، و حينَ كُنتُ أتجوّلُ في الأرجاءِ بَعيداً عن الكلّ لَمَحْتُ ثَمانِيةَ كَائِناتٍ سَقَطت على الأرضِ بلا حياه (دو ري مي فا صول لا سي دو) وتوقفَ الموكِبُ فَجأةً صَامِيتينَ يَمَلَائُهُم الذُعْرَ ليَتَشَكّلَ الخوفُ في مَلامِحِ وجْهِهِم و يعْتلي وجهي نَفْسُ تَشَقُقاتِ تلك المَلامِح، أُرَاهُم مُتَجَمْعِينَ حَولَ الجُثثِ وَسَطَ هُدوءٍ قاتل لا يدْرُونَ ما حدث ، مُخَبِئاً بِداخلي فُضُولَ ما سيحدثُ تالياً، لِأسمَعَ دوييَ جَيشٍ تَهِزُ خَطَواتُهُ جميع الأراضي، بَدا لي بِدُخولِهِم المُفَاجِىء أنّهم لَم يأتوا هم أيضاً لِعالَمِي زائرينَ لي مُرَحّبِينَ بِي من أجلِ الإحتفالِ بمَراسِمِ بِدايةِ الموسم ، ويَتَضِحُ أنّه مَوسِمُ الصيد ، لِيبدَأُوا الشُرُوعَ بِقَرْعِ بوقِ الإستعدادِ لِأرى هُجومَ تِلك المخلوقاتِ على القَوافِل ، ناهِبينَ كُلْلُ ما هو مُفْعَمٌ بالحياةِ بِها، بَادِئينَ بِرَفْعِ أَعْلامِ إسْتِوطَانِهم لِعالَمي لِيدخُلَ شَعبي راضِخٌ تِلْكَ المعركةِ بأحجارٍ و ألواحٍ خشبيه من عرباتِ الموكبِ لتَبدأَ الحربُ بين عالميْن لَم يُعْطِي أحَدُهم الآخر فُرْصةً للتعارُف، لِيُصْبِحَ جِسرُ العبورِ ضحيةَ سَوائلٌ حمراءٌ لَزِجَه تُغطي أرْضَهُ، لِتَصيرَ مذبحةٌ بين جِنسينِ كانَ من الممكنِ أن يُصْبِحَا في وقتٍ حَضارَةً قَابِعَةٌ في مَرْكزِ تِلكَ المَجَرّه ، ومهما حَاولْتُ السّفَرَ بِخَيالي بعيداً مَازِلتُ لا أرى أمَامي سِوا حُمْرَةٌ تَغْمُرُ مِهرجان الدماء، و لا أجِدُ سِوا إتحادِ تِلكَ العوالمَ مع بَعْضِهِم البعض عن طريقٍ جُثَثٍ مُلَطّخَةٌ بالدماء، و أجدُ بالنِهايةِ أَنّهُ إختِلافُ أذواقٍ وشَخْصِية ، و ما حَدَثَ أَني قُمْتُ بِلَعِبِ أغنيةِ "Love yourself" و "أنتي" قُمتي بتَشْغِيلِ أغنيةِ "فرتكة"...
Written by : Abdalla Algarabawy