( خامسُ خريف )
مَرّ وقتٌ طويلٌ منذ آخر دعوةٍ مني إليكي بالقدوم لحديقتي.
، كَتَبْتُها مُخَبِئاً بعض الظن و اليقين القابعيْن مختبئْين بين أسطر كلماتي بقبولكي دعوتي.
وحِينما يَكُونانِ مُتَوارِينَ عن أعيُنكي خَوفاً ليس أكثر منه لهفَةً بإلتقاطِهِما واحداً تلْوَ الأخر دون تَدَخُلِ شبح الكبرياء و الإنكار الّذيْنِ لم ألمح طَريقَهُما السريٍ مُتَربْصينَ بِسُطورِ رِسالتي السابقة مني لكي ،
و أعْلَمُكِ صيادةٌ بارعه في تقفي أثر الألم و التجاهل القاتليْن نحوي دون شروطٍ مشروطة على نحوٍ سوا ؛ ونَحَتّ لكي هذه الأسطر الركيكة لعمدم تَمْييزيِ لكي ولكتابي الثمين الّذي وضعتك به وسط باقي أرفُفِ الكتب حين لم ينقشع تجمد الغبار عنه و أمسى جُزْاً من غِلافهِ الّذي أصبح مع بدايةِ كل خريفٍ يُمحى من ذاكرتي رغماً عنّي ، لا أخلاقياً نازَلْتُ القدر لعَدم الطَوْع بالأمر لعملية المحو النهائي من بَواطِن عقلي ... عِلماً مِنْي راضِخٌ مُسْتَسْلماً بإنحلال إطاراتِ صُورتِها بِأشلائها بِها غُباراً مُتناثِراً عنه متداخلاً منه لهشاشة أنفاسي الّتي إنهالت على أجواء غرفتي المظلمة مُتفاجِئه بزفير شذى رائحة ألوان حديقتي المُطلّة عليها مُستطرداً ، لم يكن ينْقُصُها من مُسكراتِ القلب سِوا مَالكُها الغائب "أنتي"
Written by : Abdalla Algarabawy