Image title

لا أعلم لماذا أكتب هذه الكلمات بكامل السعادة
وحتى لماذا خيالي يحركني بهذه الرشاقة لأكتب قبل أنْ أنام؟!


إنها السابعة صباحا ولم أنم منذ صلاة الفجر..
فقد طال حديث النفس وهذيان الأمس لم يُكمل حتى يضيف نقطة أخرى بعد الذي وضعتها ليجذبني للكلام.. ولكني أرجع في كل مرة اغلق الأضواء وأخرج من غرفة المحادثة لأرى نفسي في غرفة أخرى مظلمة تكاد تكشف ملامحها أشعة الشروق، فأرجع ضيف وحدتي اتحدث معها في الكلام الودّي المعتاد رغبةً في أنْ أغازلها فتضحك خجولة من دعاباتي…

لطالما تمكنتْ من إخفاء تلك الابتسامة الخجولة عليها لتنظر لي باشمئزاز يرافقه نظرة تحذرية تبدو في كامل الحيوية، حتى نتابع الصمت والتحديق لكلينا ثم تنفجر الضحكة وكأننا تذكرنا نفس الأمر في نفس الوقت.. حتى أراها تسرح مُجددا في كيانها فأهرول لغرفةِ العمليات محاولا البحثَ عن كلماتٍ افتتاحية من جُملة المواضيع التي تأخرنا عن مناقشتها سويا، فقد طال الوقت حتى نَسينا كلانا موعد المقابلة المعهود لنتذكر المواضيع التي تتفق فيها خواطرنا!
ثم أنظر بهاتفي متظاهرا الانشغال وقبل أن تومض الشاشة أستطيع رؤية ملامح وجهي فألتفت لها محدّقاً عدسة عيني... 

وهذه المرة دوري في الشرود فأجد انني محظوظ بتلك النفس التي تجالسني دون تكبر او أنف، لربما بسبب الشيخوخة الواعظة التي ابدو بها او "المراهقة" التي تفصح عنها فقاقيع وجهي… فذلك ما يجعلنا نتفق سويا ودائما ما يحركني ب(السعادة)- لربما كانت الكلمة الأقرب لسرعة تذكرها- التي لا أقدر وصفها بكلمة واضحة المعنى في كل مرة نجلس على انفراد…
وبعد ان اقتحمت أشعة الشروق علينا الجلسة العابرة، فقد اختفتْ و لربما سأكتب آخر سطر قبل اسقط في نومي المفروض.

فقد أعجب الآن ومازالت أتحدث و أغازل نفسي كأنها طفلة قد ولدت شابة او ساقطة لم أعترف بعلاقتي بها الا اليوم.. لأتذكر أقرب جلسة واقعية كتبت عنها الكثير للأنثى الأقرب لملامحها-إن كانت على قيد الحياة!

وعن التاريخ المدون قبل ثلاثة أشهر من تاريخ الأمس، لكان سرّ كتمهُ عقليّ الباطن بعد أن فصح عن ملامحها ولم يفصحه عنه لي بعد .. ولربما كانت آخر مقابلة لم اراها بعدها حتى الأمس.

-بقلم وكيبورد/ نور الدين خالد-