إن المسلم اليوم يرى فرقا كبيرا بين رمضان البارحة "رمضان عند الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم" ، ورمضان اليوم "أي رمضان في زماننا" ، فالصحابة كانوا يعرفون رمضان على أنه شهر العبادة و شهر التوبة و طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى ، و تكفير السيئات ، و كسب الحسنات المضاعفة ، كانوا يعرفون شهر رمضان على أنه شهر الإحساس بألم الفقراء ، وختم القرآن الكريم مرات تلو المرات ، فكانوا يستعدون لاستقبال رمضان ابتداء من شهر شعبان و يتدربون على الصيام و القيام و قراءة القرآن الكريم و ختمه فيه لكي لا يجدون صعوبة في صيام رمضان و ما فيه من عبادات من فرائض ونوافل رغم أنهم متدربون ومتعوذون على ذلك من قبل وذلك بصيام يوم الإثنين والخميس و ختم القرآن الكريم عشرات المرات في الشهر الواحد وقيام ما شاء الله من الليل و ذكر لله ، أما نحن وللأسف الشديد جل المسلمين يعرفون رمضان على أنه شهر الموائد المليئة بأصناف وأشكال المأكولات والمشروبات المتعددة ، فتراهم يستعدون له قبل شهر أيضاً لكن يستعدون لملء الموائد بما لذ وطاب من أصناف الطعام ، أنا لا أقول هذا لأنه لا يجوز للمسلم الاستمتاع بالرزق الحلال والطعام الشهي عند الإفطار بعد يوم من الصيام ولكن أتحدث هنا عن الإسراف لأن الكثير من الفقراء لا يجدون ما يسدون به رمق جوعهم والآخر يسرف في طعامه هذا لم يأذن به لا الله ولا رسوله ، و عند مجيء رمضان جلهم للأسف الشديد تراه بعيد عن قراءة القرآن الكريم ولو فقط حزب في اليوم لا يستطيع قراءته، و بعد الفطور تجد غالبية الناس يركنون في المقاهي لمشاهدة المسلسلات والمباريات و السهر إلى الفجر ، أنا لا أقول هذا سلبية ونقدا مني لكن هذا هو الواقع المرير ، ولكن لا ننسى الكثير من المسلمين الذين يستغلون شهر رمضان في التوبة إلى الله تعالى و طلب عفوه والابتعاد عن الذنوب والمعاصي كسب الحسنات المضاعفة خصوصاً وأنه تضاعف الحسنات في شهر رمضان ، و يستغلونه كذلك في قراءة القرآن و ختمه وفهمه وقراءة التفاسير التي تزيدهم فهما للقرآن الكريم و تزيدهم إيمانا بالله عز وجل و حبا لرسوله صلى الله عليه وسلم
محمود الدراز