Image title

(قبل أن أبدأ، اود نصحك بسماع هذه المقطوعة أثناء قراءتك لهذه المقالة).

ترعرع ماكشيما في عالم غريب علينا. في ذلك العالم استطعنا إنشاء نظام كومبيوتريًا يفتقر لانحيازية البشر وأسميناه نظام سيبيل. هذا النظام يستطيع تحديد أفضل مستقبل لديك من اللحظة التي تولد فيها لذا لا حاجة لأن تقلق على مستقبلك الوظيفي حيث ان ما ستحصل عليه هو أفضل مستقبل. لا حاجة لأن تخاف على حياتك من المجرمين حيث أن النظام يستطيع كشف أي مجرم وإلقاء القبض عليه أو حتى قتله إن دعى الأمر قبل ارتكابه للجريمة حتى. كل شي على ما يرام. لقد فعلناها أخيرًا، لقد صنعنا النظام الكامل! قد حققنا سعادة البشرية! أو هكذا نظن… حتى نعلم أنه هناك مولودًا من بين كل مليونين لا يستجيبون لهذا النظام ولا يخضعون لحكمه. ماكشيما شوغو، هو أحد هؤلاء الأشخاص وسيبيل، النظام الذي يحكم المجتمع الذي يعيش فيه ماكشيما لا يمكنه الحكم على أي فعل يقترفه. شعور كونه كالشبح، كالميت السائر بين الأحياء، دفع ماكشيما لوحدةٍ ومللٍ قاتلين ومن هنا يحاول شوغو قتل هذه الوحدة، قتل هذا الملل وقتل كمال نظام سيبيل في أعين المجتمع المنوم. على عكس الصورة النمطية للأشرار وحبهم للشر بنفسه دون دافع، كل حركة يقوم بها شوغو لها دافع واضح وغير متناقض على طول العمل. ما يود شوغو رؤيته هو ماذا سيفعل البشر بشهواتهم الملتوية والمسلوبة منهم لو اعطوا الحرية لترجتمها للواقع ولماذا. أغلب المجرمين الذين رأيناهم في السلسلة ينتهون بالموت على يد ماكشيما والذي يكون هو من قدم لهم العون أصلًا حتى يستطيعوا تنفيذ جرائمهم لسبب واحد وهو عدم وجود سبب لجرائهم سوى المتعة أو شهوتهم الشخصية. طالبة الثانوية التي كانت تمثل بالجثث بعد قتلها لأصحابها، منتحل الشخصيات، عامل المصنع، السايبورغ، أصحاب الخوذ. كلهم يشتركون في عدم وجود رسالة خلف جرائهم. جميع جرائهم هدفها الوحيد هي رغباتهم المعوجّة. قد تظن ان شوغو يلعب دور الحكم أو القاضي بقتلهم هنا وأنه يجب أن يحاسب هو وهم عن طريق القانون، أو سيبيل، ولكن ما يجعل المسألة مثيرة للتفكير هو اكتشافنا لاحقًا أن هذه المنظومة المحايدة والنزيهة مكونة بالكامل من أشخاص مثل شوغو. مجرمون اقترفوا جرائهم مسجلة مع عدم قدرة النظام على الحكم عليهم، عكس الشخصيات الشريرة الذكية (كياغامي لايت او ليلوش مثلًا) فشوغو لا يعاني من عقدة الإله ولا يرى نفسه أفضل من غيره على الإطلاق وكما أسلفنا سابقًا فهو لا يرى قيمة للأفعال من دون أهداف. الحصول على القوة من أجل القوة. حكم المجتمع فقط لأنك تستطيع ذلك هي أفكار لا تنتطبق مع فلسفة ماكشيما. هو لا يريد أن يكون حكمًا أو قاضيًا على البشر. لهذا عندما يعرض عليه نظام سيبيل الإنضمام إليهم استقبلوا برفض واضح وصارخ. كل ما يريده شوغو هو رؤية ما سيفعله البشر إن أعطوا الحرية لفعل ما يريدون كمشارك في اللعبة وتحت خطر الخسارة في أي لحظة يدخل فيها منافس أفضل. استعداده لتدمير العالم إن كان هذا ثمن تحريره حتى لو كلفه هذا حياته في النهاية، مع حنكة بديعة وإصرار لا ينثني مع حس فكاهي مريض، هو ما جعل هذه الشخصية من أفضل الشخصيات إن لم تكن أفضل شخصية قد قابلتها في وسط الأنيمي.