كتبت إلي تقول: يَخوض زوجي غمار "علاقة محرمة"، رأيت دلائلاها، وعرفت براهينها، ولأني غاضبة مما فعل، قررت أن أجزيه بالمثل، فما تقول؟!
فأجبت: عجيب أن لا يرى قلبك إلا الخيانة ردًا، ولا يعرف إلا الجناية المحرمة جزاءًا!
فهل بيع شرفك هين؟ تردين (جريمته الشنعاء) بجريمة أخرى (خرقاء)!، يضيع لها شرفك، ويذهب دينك!
إلى أي مُستند تذهبين؟!
إلى أفعال ساذجات الغرب!
وهنّ لا يَرين لشرفهن قيمة، ولا يعرفن له قدرًا؟!
أم إلى دوافع الغيرة البلهاء!، فإن كنت ترين أن الغيرة على شرف زوجك يكون منتهاها عندك هدر شرفك، فما هي بغيرة؛ إنما هي أحبولة شيطان يضع غيرتك لها شَرْكًا.
عجيب أن تختار المرأة المسلمة هذا الاختيار، فتهمل مقومات دينها، ومجتمعها، وأمتها المسلمة، وتعتذر لنفسها بعذر هو أقبح من ذنب، وتدعي بعد ذلك أن الحق والشرف معها، وكذبت!
اقرأي قصة هذه المرأة العربية المسلمة فإن لك فيها معتبرًا، ولن أحورها بأسلوبي فتفهميها ما شئت ثم أنت وشأنك، والسلام
القصة:
ضرب البعث على رجل من أهل الكوفة، فخرج إلى (اذربيجان). فاقتاد جارية وفرسا، وكان مملكا بابنة عمه، فكتب إليها يريد غيرتها:
ألا أبلغوا أمّ البنين بأننا ... غنينا وأغنتنا الغطارفة المرد
بعيد مناط المنكبين إذا جرى ... وبيضاء كالتمثال زيّنها العقد
فهذا لأيام العدوّ، وهذه ... لحاجة نفسي حين ينصرف الجند
فلما ورد كتابه قرأته وقالت: يا غلام، هات الدواة. فكتبت إليه تجيبه:
ألا أقره السلام وقل له ... غنينا- ففيقوا- بالغطارفة المرد
بحمد أمير المؤمنين أقرّهم ... شبابا- وأغزاكم- خوالف في الجند
إذا شئت غنّاني غلام مرجّل ... ونازعته من ماء معتصر الورد
وإن شاء منهم ناشىء مدّ كفّه ... إلى كبد ملساء أو كفل نهد
فما كنتم تقضون من حاج أهلكم ... شهودًا، قضيناها على النّأي والبعد
فلما ورد كتابها، لم يزد على أن ركب فرسه وأردف الجارية، والحق بها، فكان اول شيء بدأ لها به السلام أن قال: بالله هل كنت فاعلة؟ قالت: الله اجل في قلبي وأعظم، وأنت في عيني أذلّ وأحقر من أن أعصى الله فيك! فكيف ذقت طعم الغيرة؟ *(ملاحظة: أين صاحبة السؤال من هذه الكلمات)*
فوهب لها الجارية وانصرف إلى بعثه.