ردًا على ما زعمه (طارق الحبيب)، أكتب عن آثار العادة السرية حتى لا يجترأ عليها مجترأ، وحتى لا يغتر بكلامه إنسان، فأقول إن هذه العادة سبب في:

١- ذهاب الصحة، وآلام الجسم.

٢- ذهاب الحسن وماء الشباب، فيغشى الوجه السواد، وتظهر فيه البثور، وتنتشر في الجسم العلل!

٣- كثرة الوساوس والأحزان، وتسلط الشيطان بالخواطر الرديئة، والأحلام المزعجة المنغصة.

٤- إذا ذهبت الصحة ذهب الفهم أو كاد أن يتعذر، فلا علم مُستفاد لأن القرائح معطّلة، والهمة مفقودة، والأوجاع منتشرة متكاثرة.

٥- كثرة المصائب تبعًا لتبلد الذهن، وتسلّط من لا يسوى الفلس أو ربع الفلس عليك إما بالأمر وإما بالنهي وإما بالذم والقدح، فتصبح الحياة تعيسة لا قيمة لها ولا معنى، تعيشها لغيرك لا لأجل نفسك.

٦- الخوف والفزع والوحشة من الناس، لظهور الأمراض، فيكون تبعًا لذلك التصرفات الغريبة، والكلام الصادر من غير وعي، والهموم المتلاحقة كلما ظهر إنسان ظهرت معه المخاوف، وتلاحقت العلل والمنغصات.

٧- تعطل المصالح لتعطل الذهن وتبلده، وللأمراض التي لا تفسير لها ولا تدبير، وصدق رسول الله: ما ظهرت الفاحشة في قوم إلا ظهرت فيهم الأوجاع التي ليست في أسلافهم.

٨- الإسترسال مع الخواطر الرديئة، المفضي إلى إنحلال الأخلاق والتصورات حتى يستحل ويستبيح ما هو أشنع من الكبائر وأعظم من الموبقات والفواقر، كل ذلك طلبًا للذة، وسعيًا وراء إطفاء لهيب الشهوة، فيكون خنزيري الطبع والخلق، لا شيء يردعه أمام طلب الشهوة والمتعة، وقاتل الله الشيطان: فالأماني رأس أموال المفاليس!

٩- تحقق هذه الخواطر الرديئة، لتأصلها بالنفس والعقل، فتتحقق لأنه يهون على النفس أمرها، ويقل مع كثرة إتيانها خطرها، فلا يردعه عن تحقيق بهرجها الزائف رادع، ولا يصرفه عن إتيان مراده صارف، فيكون كالبهيمة يطلب ما تشهيه نفسه، ولا يبالي بضرر أو خطر أو نتيجة.

١٠- ذهاب النخوة والشيمة والغيرة، لاعتياد النفس خواطر الفحش والسوء، فلا يبالي ولا يشعر ولا يحس، خواء في خواء.

١١- تبدل المفاهيم والثوابت، حتى يستحسن القبيح، ويستشنع الصحيح، ويرى الباطل حقًا، والحق باطلًا، فلا يفلح في شيء ألبتة، لإنعدام ميزان الصواب والخطأ عنده.

١٢- محق بركة الرزق، وتحصل الفاقة والفقر، وهذا أمر معهود لدى هذا الصنف من الناس، فيبيع بخسارة، ويشتري بخسارة، لأن رزقه ممحوق سُلبت منه البركة كما سلب عن نفسه العفة، فلا بمال يفرح، ولا بشراء أو بيع يُفلح

١٣- إنصرام العمر وذهابه، فتجد هذا النوع من الناس على ما هم عليهم زمانًا طويلًا، فالعالم من حوله يمضي في تغير دائم، وهو على حاله باق، لا يحس بشيء، ولا يتغير منه شيء.

١٤- كثرة الغضب والإنفعال على أتفه الأسباب، وأقل الأمور، فمن يُقاد بشهواته لن يمنعه عقل، ولن يردعه خلق، فحياة غيره منغصة به، مسلوبة من كل نعمة وخير.

١٥- النسيان الشديد، والغفلة، والتفريط، في كل شيء.

وهذا غيض من فيض، وإن كنت لا تجد لما قرأت هنا معنى، فسوف ترى لها معنى عندم تسقط في شَرَكها، وتدور في دوامتها... والمعصوم من عصمه الله وحفظه ووقاه