د. علي بانافع
في يوم الأحد الموافق 1439/8/27هـ تمت مناقشة أطروحتي للدكتوراه بعنوان: (الدولة والعصبية عند ابن خلدون في الفكر التاريخي العربي الحديث) في رحاب جامعة أم القرى، وأُجزيت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى ولله الحمد والمنة، فلزاماً عليَّ عرفاناً ووفاءاً أن أُشيد بمن طوَّق عنقي بالجميل شيخي ومعلمي الأستاذ الدكتور عدنان بن محمد فايز الحارثي الشريف (أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة أم القرى) المشرف على الأُطروحة، المعروف بصدقه بالتاريخ؛ وصدق لهجته فيه، واستخلاص العبرة منه، والذي فتح لي أبواب قلبه وعقله، وأنارني بسديد رأيه وتوجيهاته العلمية الموقرة، فقدم لي الكثير من وقته وجهده، ولم يبخل عليَّ بما أمده الله من علم راسخ، وفكر نير، ونظرة ثاقبة، بل وأتاح بين يدي خزائن كتبه؛ فأعطاني وأعارني العديد من الكتب التي لا عد لها ولا حصر، وكأن الشاعر عناه بقوله:
يجود بالنفس إن ضن البخيل بها
والجود بالنفس أقصى غاية الجود
ولولا توفيق الله ثم هذا الأستاذ المتمرس المنصف ذو المروءة سليل الدوحة النبوية الشريفة، ما وصل هذا البحث إلى نهايته ومبتغاه، فإليه مني عظيم الشكر وبالغ الثناء بما تركه من آثار باهرة، وفوائد جزيلة، ومآثر زاهرة، فلا حرمه الله الأجر والثواب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فتحيةَ تقديرٍ واحترامٍ مني، لمن يعشق الغرام في سيد الأنام وآله الكرام، تحية إجلال وإكبار لأهل الذوق الرفيع، والقول البديع الأستاذ الدكتور عدنان، إليك يُطْرَبُ الباحث والمؤرخ والمفكر حين يجد من يَسمَعُ له ويُصغي إليه ويتفاعل معه، ويعجَبُ فيما قال أو كتب؛ لكنه يكون أكثرَ سرورا وحُبورا حينما يجد من علّق عليه أو شاركه بالرضا منه أستاذاً ومؤرخاً ومفكراً ومثقفاً مثلكم.
هناك هاماتٌ وقاماتٌ وطنيون وسطيون معتدلون تجبرك أخلاقُهم وسيرتُهم ونُبْلُهم ووضوحُهم ووفاؤهم على أن ينطلقَ سجيةً قلمُك، وينسابَ طواعيةً تعبيرُك، لتقولَ عنهم وفيهم ولهم ما يتناسبُ ويتَواءمُ ومقامهم ومكانهم ومكانتهم، تتمنى أن يتربعوا عرش قلبك، ولا يكونون إلاّ أحبةً للمحبوب، وما أنتم أيّها الأستاذ الدّكتور عدنان الشريف إلاّ واحدٌ في أعلى هرم الأصدقاء الأوفياء الأصفياءِ، أقولها دون مجاملة ولا محاباة أو موارَبة أو مداهنة، شيء طبيعي إن قلتُ أو وصفتُ أو مدحتُ، فأنتَم الأستاذ الدكتور المؤرخ المفكر المتواضع الخلوق البارع، فالحمد لله على هذا التواصل، جعلني الله وإياكم ممن يتفانى في حب سيد المرسلين، سيد الأولين والآخِرين، خير خلق اللهِ أجمعين، حبيب رب العالمين، النور المُبين.
والله وبالله وتالله نفسي أكتب فيك كثيرا لكني عاجز عن ذلك، وأخيرا: لا غنى لنا عن نصحكم، وتوجيهاتكم، وتصويبكم ونقدكم البنّاء، ورحم الله امرءا أهدى إليّ معايبي والكمال المطلق لله وحده والعصمة لأنبيائه ورسله، شكرا أستاذي الكريم، ودمتم ذواقين، راقين، مثقفين، متواضعين، عالمين، عاملين، تحياتي وتقديري واحترامي لشخصكم الكريم، نفع الله بكم وبعلمكم، وزادكم علماً وعملاً، وإيماناً وصعوداً ورقياً، ورفع قدركم في الدنيا، ورزقك من فيض نعيمه في الآخرة.
وما أحوج الأمة إلى الوسطية الاعتدال بالاتباع والامتثال، جعلني الله وإياكم من الذاكرين الشاكرين، وفقهنا الله في الدين، وجعلنا من عباده المؤمنين، ورزقنا اليقين وفهمَ النبيين، ومرافقة سيد المرسلين والأولياء والصالحين، وكفانا شر المتنطعين المتزمتين المتشددين، وأعاننا على ما نواجهه من صلف وسخف ممن تعالى واستخف ..