إشكاليات الدرس العقدي؛ صناعة المحاور نموذجا

هذه تغريدات ومناقشات مجمعة في شأن صناعة المحاور، وهذا النقد ينطبق على كل مدرسة تعتني بالردود كالأشاعرة مثلا.

‏برنامج ⁧‫صناعة‬⁩ يبقى من ضمن برامج ردات الفعل بغض النظر عن الانتقادات الأخرى عليه.

‏منهجية رد الشبهات ليست بجديدة بل هي موجودة من قديم ومع ذلك فنفعها قليل لأنها تُبعد عن العملية وتكوَّن العقليات المعلبة ذات الأجوبة الجاهزة.

‏وبذلك ينحصر عقل الإنسان عن مزيد الاطلاع ومزيد البحث لإبداعات العلماء عبر السنين.

‏⁧‫

‏من يرد على شبه الإسلام فإنه يجب أن يلتزم بالإسلام نفسه وبأصليه الكتاب والسنة فقط وبذلك فهو يلم بجميع الأطياف والرؤى الإسلامية ومعنى ذلك ‏أن المدافع عن الإسلام يجب أن يدافع عنه فقط لا عن فهمه الخاص بالإسلام فإقحام الدكتور سعد الدين العثماني -مثلا- وتصويره وكأنه من منكري السنة غلط فضيع.

‫ومما لا شك فيه أن العلم قائم على الأخذ والرد فالتدافع فيه هو سبيل تطوره والشبهات من وسائل تقويته وتطويره، ولكن انتقادي هو عن إنشاء منهجية قائمة على الردود والاستعلاء المعرفي،‫ لا منهجية قائمة على الفهم والعلم ومعرفة القطعيات والظنيات ومواضع الخلاف وكيفية الاجتهاد وفهم حقيقة الشريعة وكيفية تطبيقها (أي البحث إبتداءً)، فذلك كله أولى من الرد على شبهات!‬‬

‫فإن لم يكن ثمة تجديد في فهم الفكر الإسلامي والإقرار بإشكاليته فممكن أن تفحم الخصم بالرد، ولكن لن تفحمه عمليا من خلال الواقع الأفضل وصناعته.‬

‫ولفقدان التجديد في ⁧‫صناعة المحاور‬⁩ فإنه نسخة مكررة من الفكر السابق ولكن بطريقة رمانسية جديدة بالعرض وبذلك فإنها مع الزمن تزول بزوال بريقها.‬

‫إن نقدي لبرنامج ⁧‫صناعة المحاور‬⁩ نابع من ذات نقدي لمحاضرات ⁧‫عدنان إبراهيم‬⁩ زجاج الإلحاد فبالرغم أن الأول أفضل من الأخير إلا أني اعتقد إشكالهم ‫واحد وهو جعل هذا الدين الفطري في محل بحث جدلي وهذا ما رفضه السلف الصالح وبمقدمتهم الأئمة الأربعة حيث رفضوا جعل هذا الدين محل تصديق وتكذيب.‬

‫فالعلم في تطور وازدياد، فليس كل من جاء بعلم جديد شكك بديينا بل ديننا ثابت لا نقاش حوله والعلم يتطور وينمو وثنائية العلم والدين عندنا خطأ، فديننا يطلب خوض غمار العلم والبحث فيه ويؤجر صاحبه ولو اخطأ، ولكن موضوع العلم هو ما كان بإمكان العقل البشري إدراكه كالطبيعة والنفس.‬

‫أما البحث فيما وراء العقل ولو بالأدلة العقلية فخواء لأن الله كرر أننا لا ندركه تعالى شانه والحل هو التسليم المطلق له تعالى وذلك لأن العقل‫خوّان يدلل على الشيء ونقيضه ولا يهدي لله تعالى وإنما يهدي لموجدٍ فقط وهذا الموجد قد يكون بأي معنى عند أي منحرف وطالب للشكوك.‬

‫واستغرب ممن يعارض رأيي في نبذ الجدل بالدِّين ويستشهد بالقرآن وجدال الأنبياء عليهم السلام وأتمنى من قائل هذا الكلام أن يعود للجدال القرآني ‫فهل هو كما صارت عليه بعض العلوم الإسلامية التي تدخلت في بحث ما لا طاقة للعقل البشري على إدراكه؟!‬

‫إن القرآن لا يجادل بالحق الأبلج بل يمر عليه مرورا يقينيا يدركه كل شخص كون أن هذا الأمر مربوط بفطرته فيوقضها له فقط دون مزيد عناء بمعنى‫أن القرآن يدعو للقدوة الفعّالة التي تبين الحق بأفعالها وهذا هو ما كان عليه ﷺ فما كان وجهه وجه كاذب وكان يلقب بالصادق الأمين.‬

‫فالقدوة الفاعلة واتباع آيات الآفاق والأنفس هي ما يأتي ببرد اليقين أما المراء والجدال فلا يأتي بخير ونحن بحاجة لأن نخرّج قدوات لا مجادلين.‬

‫هذا لا يعني أنني أنفي وجود الشبهات ولكن يجب أن تثير إشكالا لا شكوكا عند من بنى عقيدته وفكره بشكل سليم وهذا أولى من تعلم الجدل والشبهات.‬

‫تعلمت من أستاذي جودت سعيد أن بمجيء النور يزول الظلام تلقائيا وهذا ما يقوله القرآن عن الحق حين يدمغ الباطل فلننشغل بالحق وتبيانه فقط.‬

‫فما وجد الإلحاد والانحراف مكانا في النور إلا بسبب تغطيتنا له وعدم معرفة كيفية تبليغه فعليا.‬

‏هذا عوضا أن ما يؤخذ أنه مسلمات إلحادية هي مسألة نظر واجتهاد كنظرية دارون فهي تدل على الإيمان لا الإلحاد مثلا، وأدلة المنطق تغيرت الآن وثبت ‏تغير الكثير منها وحتى من يريد أن يصر عليها أقول له: اعلم أن العلم يتطور والإيمان ثابت يبقى.

‏ومن بلاوي تكوين مجادلين عن الدين أن هذا يشغلنا عن جعل غالبية الشباب بنائين، والبناء هنا ليس البناء التقليدي الذي أنبذه أيضا وإنما ‏بناء تجديدي وتغيير في مناهج الدرس نفسها كما فعلت أنا في حلقاتي عن العقيدة أو ما أكرره دوما عن نقدي للعقليات الفقهية التقليدية المذهبية الضيقة ‏⁦‪فإن لم نجدد مناهجنا الدعوية والتربوية ونعالج واقعنا فإن الشبهات ستزداد لأن أصلها هو سوء تطبيق الإسلام منا.

‏الأساليب الجدلية -وهي مقصد البرنامج أصلا وسبب إنشائه بلسان مؤسسه- لا تنمي العقل ولا تحثه على معالجة الواقع بل يرضى بما هو عليه ويجادل وهذا ‏‏هو ما حصل مع المتكلمين قديما والذي أرفض طرحهم شخصيا جملةً وتفصيلا كما كان عليه سلف الأمة ومنهج شيخ الإسلام نفسه.

فأكبر مصائب منهجية الجدل، هي تكوين منهجية أو ما يسمونها بمقدمات تصنع قالبا عقديا يكون بديلا عن الكتاب والسنة أو مدخلا لهما وبعد ذلك هو حاكمٌ عليهما لا العكس، وهذا من ضروب الشرك. وهذا مثل ما حدث مع متأخري الأشاعرة الذين جعلوا من جوهرة التوحيد كتابا يتعبد به!

يسأل البعض كيف نجيب على الشبهات؟! فكان جوابي:

‎‫أولا: علينا أن نعرف أن السبب الرئيس في هذه الشبهات هو تقصير العلماء إما من ناحية العلم وإما من ناحية العمل.‬

‎‫فمن ناحية العلم لازال الكثير منهم متخلف فكريا يعيش بالتاريخ البائد ولم يتجاوز نجد عوضا عن السعودية، وأيضا قلة العلم في أصناف العلوم بالانحصار بالمذهب الحنبلي بل والوهابية من المذهب بل وتصحيح وتضعيف الأحاديث. كل هذا يجعل دائرة العلم صغيرة وضيقة يضيق بها أفق الشيخ فلا يقرأ بالفكر والأدب والفن والأصول والاختلاف وغير ذلك الكثير مع الأسف.‬

‎‫ومن ناحية العمل نرى الكثير من المشايخ يعيشون ويرتزقون بالوعظ الكاذب وهم أول من يخالف ذلك وآخرهم صاحب الاختلاط الذي جعل مصلحته الشخصية بجائزته في ميزان مصلحة الأمة العامة، طبعا هذا إن سلمنا أن تحريمهم للاختلاط صحيح، فعلى الأقل كان عليه أن يحترم نفسه ويحفظ ماء وجهه هو وغيره. طبعا فليس هو الأول ولن يكون هو الأخير من هذه المدرسة المغرورة هداها الله وإيانا.‬

‎‫ثانيا: إن المسلم حين تكون عنده شبهة ستكون عنده محل إشكال لا محل شك ولأن العلماء أو أغلبهم مشغولين بالأراضي والزواجات والوعظ الباهت أو العيش بعالم آخر غير واقعهم فقد صار الشباب معرضة لأي شبهة وحين يبحث بالنت لا يجد إلا المواقع التي تنتمي لهذه الفئة من المشايخ غالبا فهنا يظن أن الإسلام فعلا فيه الشبهة هذه! لكن إن كان صادقا سيبقى باحثا لا يهتز إيمانه وسيجد الجواب قطعا فالله يهدي الصادق كما وعد في كتابه.‬

‎‫وإما إن كان صاحب هوى -وهذا هو الأغلب خصوصا من أولاد هاشتاق اسأل لحد يكفرني- فهؤلاء لو جلبنا كل الأدلة النقلية والعقلية لهم فلن يقتنعوا فلا داعي حينها لإضاعة الوقت معهم وإنما يكون إقناعهم بالقدوة العلمية كما كان يسمى رسول الله بالصادق الأمين عليه الصلاة والسلام.‬

‎‫فالانشغال بهؤلاء مضيعة للوقت بدلا من أن نستغله لتنمية ذواتنا وتربيتها وبنائها الرصين الفكري والإيماني.‬

من أقوال أهل العلم فيما يخص هذا الموضوع:

‏قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى-:

‏(من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل). فهذا اختصار موقف السلف رضي الله عنهم.

(إن وحدة الألوهية هي القاعدة الكبيرة التي يقوم عليها التصور الإيماني. فلم يكن هناك جدل حول الاعتقاد بوجود إله - تختلف التصورات حول ذاته وحول صفاته وحول علاقاته بالخلق ولكنها لا تنفي وجوده - ولم يقع أن نسيت الفطرة هذه الحقيقة، حقيقة وجود إله، إلا في هذه الأيام الأخيرة حين نبتت نابتة منقطعة عن أصل الحياة، منقطعة عن أصل الفطرة، تنكر وجود الله. وهي نابتة شاذة لا جذور لها في أصل هذا الوجود; ومن ثم فمصيرها حتما إلى الفناء والاندثار من هذا الوجود. هذا الوجود الذي لا يطيق تكوينه، ولا تطيق فطرته بقاء هذا الصنف من الخلائق المقطوعة الجذور ).

سيد قطب في الظلال

ويقول كذلك‫ عن منهجية القرآن في عرض العقيدة:‬

‫(فلا بد أن نقول كيف عالج القرآن المكي قضية العقيدة في خلال الثلاثة عشر عاما . . إنه لم يعرضها في صورة "نظرية " ! ولم يعرضها في صورة "لاهوت " ولم يعرضها في صورة جدل كلامي كالذي زاوله فيما بعد ما سمي بـ "علم التوحيد " أو "علم الكلام " !‬

‫كلا . . لقد كان القرآن الكريم يخاطب فطرة "الإنسان " بما في وجوده هو وبما في الوجود من حوله من دلائل وإيحاءات . . كان يستنقذ فطرته من الركام ; ويخلص أجهزة الاستقبال الفطرية مما ران عليها وعطل وظائفها ; ويفتح منافذ الفطرة لتتلقى الموحيات المؤثرة وتستجيب لها..).‬

(وعلم الكلام لا يتصل في الواقع بمشكلة النفس، إلا في ميدان العقيدة أو المبدأ، والمسلم حتى مسلم ما بعد الموحدين، لم يتخل مطلقا عن عقيدته، فلقد ظل مؤمنا، وبعبارة أدق ظل مؤمنا متدينا، ولكن عقيدته تجردت من فاعليتها، لأنها فقدت إشعاعها الاجتماعي فأصبحت جذبية فردية، وصار الإيمان إيمان فرد متحلل من صلاته بوسطه الاجتماعي. وعليه فليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، وإنما المهم أن نرد إلى هذه العقيدة فاعليتها وقوتها الإيجابية، وتأثيرها الاجتماعي، وفي كلمة واحدة: إن مشكلتنا ليست في أن (نبرهن) للمسلم على وجود الله، بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده، ونملأ به نفسه باعتباره مصدرا للطاقة).

وجهة العالم الإسلامي ٥٤

مالك بن نبي

(الخوض في حقائق الصوفية والفلاسفة لا يقل خطرا من الخوض في علم الكلام وقد جلت فيه مع الجائلين حتى خشيت على نفسي من تشويش الفكر فطفت أعالجها بآيات القرآن وتناسي تلك المباحث حتى برئت ولله الحمد).

ابن عبيدالله السقاف

عن خطورة علم الكلام وأساليب الدعوة الجدلية يقول أبويعرب المرزوقي:

("ادع إلى سبيل ربك..." الكلام ليس دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة بل هو بالحجاج الفظ. والكلام ليس بالمجادلة بالتي هي أحسن بل هو خصام بالتي هي الأسوأ. والمتكلم يزعم العلم بمن ضَل عن سبيل ربه. وهو يتصور نفسه أعلم بالمهتدين. لذلك فالمتكلم يرث من النبي عكس ما زوده به ربه: الله زوده بما وصفت الآية وهم يزعمون وراثته في ما يفعلون فينسبون إليه عكس ما أمره الله بفعله. إنهم إذن يكذبون على النبي: وتلك أكبر جريمة يمكن أن يقدم عليها إنسان).

الثورة القرآنية ١٤٤

ويقول كذلك:

(نعم أعتبرُ صيغ العقائد المصطنعة بالبرادايم الأرسطي انحرف عن منهج الخطاب القرآني الآفاقي والأنفسي، ومؤسس لكنيسة جديدة تجعل فهم الدين بحاجة إلى وسطاء ليس لفهمه بل للاقتناع بأن فهمه لا يمكن أن يستغني عن هؤلاء الوسطاء. وهي ما تؤول بِنَا إلى الوثنية وتصبح أصل التعبد العقدي والشرعي ومن ثم بديلا من القرآن والسنة وتغدو الحواشي مغنية عن المتن).

الثورة القرآنية ١٢٢

(لقد استطاع المتكلمون بقوة استدلالهم وبراعتهم في المناظرة أن يقطعوا لسان المعترضين ويفحموا المجادلين ولكنهم لم يستطيعوا أن يبعثوا في القلوب سكينة وإيمانا وفي أهل الشك يقينا وإذعانا.

لقد خلقت مناهج بحثهم وأساليب استدلالهم عُقدا في القلوب والعقول عَجز علم الكلام عن حلها وفكها، واستخف عِلْمُ الكلام وأصحابه بالوجدان الذي هو منبعٌ فياض للعلم واليقين).

أبو الحسن الندوي

كتاب مولانا جلال الدين الرومي عصره وترجمة حياته

أبوالحسن الندوي

(كثير من الناس يتكلم في العقيدة اليوم، ولكن قليلا منهم يتفاعل معها؛ لأن العلم الجدلي ما كان له أن يؤتي ثمارا قلبية، وهو قد أنتج أساسا لإشباع رغبات العقل المماري، لا لإشباع القلب الساري).

فريد الأنصاري

ويقول أيضا:

(فمثلا هذا الكتاب (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد) للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ -وهو خلاصة للعقيدة السلفية قد خضتُ به معارك ضد أهلي وعشيرتي زمنا! وأنا أقرب إلى المراهقة مني إلى الشباب! ولقد ظللت أحارب به البدع والضلالات والمنكرات، في الاعتقاد والعبادات، اقتداءً بشيخ شيوخنا العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله، بيد أني كنت ألحظ أن كثيرا من هؤلاء (المُبتدعة) هم أفضل مني حفظا للصلاة وأوقاتها! إنّي لا أتهم الكتاب المذكور، ولكني أتهم نفسي ومنهجي في القراءة والاستعمال! لقد كانت العقيدة السلفية عندي عصا من خشب، صمّاء بكماء! أضرب بها غيري!.. ولم أدرك أنما هي تربية ورحمة للعامين! وإني لأعجب كيف لم أنظر إلى هذا المعنى من قبل في الكتاب المذكور ).

النقلان من كتاب جمالية الدين

(لم يعد من الجائز أن نعرض العقيدة وندرسها كما كان يعرضها التفتزاني في مقاصده، أو النسفي في عقائده فنبحث في مشكلات تاريخية لا وجود لها اليوم ونناقش فرقا انقرضت، ثم نهمل مشكلات قائمة وفرقا ومذهب موجودة. إن مسائل الذات والصفات والجوهر والعرض والزمان والمكان مسائل تاريخية أو فلسفية على الأقل. ولم نعد نسمع بين الناس بالمعطلة والمرجئة، ولكننا اليوم أمام مشكلات جديدة ومذاهب فكرية وفلسفية جديدة. والمهم أن نبعث الإيمان كما جاء به الإسلام في العقول والقلوب بحسب مستواها وفي الجو الذي نعيش فيه. والقرآن خير مصدر يمدنا في هذا الميدان).

محمد المبارك

‏(إن عقيدة التوحيد كانت قوة وحياة في نفوس المسلمين الأوائل ولكنها عادت مسألة من مسائل علم الكلام فحسب هذه الأيام).

محمد إقبال ويقول كذلك:

‬⁩قوَّةً كانَ في الحياة على الأرضِ ،، فصارَ التوحيدُ عِلْمَ الكلامِ

مادَرى الشيخُ أنَّ توحيدَ فكرٍ،، ٍدونَ فِعلٍ يُعدُّ لغوَ كلامِ

يا إماما لركعـةٍ كيـفَ تـدري،، في الـورى ما إمَـامـةُ الأقـوام

(تطور "علم التوحيد القرآني" إلى علم الكلام"، وصار يعنى بالمنطق. اليوناني ووسائله لبناء التصورات والتصديقات، ويعنى بالفلسفة اليونانية كذلك بمدارسها المختلفة ليواجه بها تلك الشبهات، فآل "علم التوحيد" إلى "علم كلام" مهمته إيراد الشبهات المختلفة ومناقشتها بأساليب الفلسفة وطرائق المنطق باعتبار أن الخصم لا يؤمن بالقرآن فلا يمكن إقامة الحُجّة على الخصم بما لا يؤمن به، ولا يلتزم بمقولاته. ولم يلتفت جل علماء الكلام إلى أن الفلسفة اية اليونانية وغيرها من الفلسفات لم تحسم قضية من القضايا المثارة، وبقيت تلك المسائل فى دائرة الثنائيات المتصارعة حتى يومنا هذا).

الوحدة البنائية ٦٨

طه جابر العلواني