الغرب بصورة عامة والامريكان على وجه الخصوص , لم ولن يترددوا بارتكاب ابشع المجازر واشنع الجرائم من أجل تحقيق مصالحهم الرأسمالية وتنفيذ اجنداتهم الشيطانية , فرغم السياسات الغربية والامريكية المعاصرة و المليئة بالشعارات الإنسانية و الدعوة الى الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الانسان ؛ لم يغير الغرب والامريكان من نظرتهم العنصرية تجاه شعوب وامم الارض ولاسيما المسلمين منهم , واستمرت سياساتهم السرية ومؤامراتهم الجهنمية ضد دول العالم الثالث ؛ وقد سجل الغرب وكذلك الولايات المتحدة الامريكية وتحت ستار حقوق الإنسان والحرية والأمن الإنساني أبشع الجرائم على مر العصور ؛ فالإرهاب الغربي والاجرام الامريكي الذي بدأ باهلاك سكان القارة الامريكية وابادة الهنود الحمر , لن ينتهي بما حدث في غزة او بما يحدث الان في لبنان ؛ بواسطة الصهاينة الذين يأتمرون بالأوامر الغربية والامريكية ؛ فمسلسل الرعب الصهيوني والاجرام الامريكي والتآمر الغربي والمذابح الوحشية والمجازر الارهابية مستمر ولن يتغير الا بتغيير النظام العالمي الرأسمالي والهيمنة الامريكية .

وكل الادعاءات والشعارات الامريكية والاسرائيلية تكذبها معطيات الواقع ؛ ففي الوقت الذي يعترف بعض الامريكان ببشاعة الجرائم المرتكبة في اليابان , حيث اسقطت الطائرات الامريكية قنابل نووية مدمرة على   هيروشيما وناجازاكي , اذ تم إلقاء قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي بفارق ثلاثة أيام، مما أدى إلى دمار واسع النطاق وقتل مواطني هاتين المدينتين ... , ويمكن اعتبار القصف الذري على هيروشيما وناجازاكي من أعظم الجرائم التاريخية التي ارتكبتها أمريكا، والتي أسفرت عن مقتل 220 ألف شخص على الفور وإصابة مئات الآلاف من الأشخاص بأمراض خطيرة في السنوات التي تلت ذلك بسبب آثار تلك الكارثة ... ؛ وكذلك اعترافهم بهول المذابح الوحشية التي ارتكبها الجيش الامريكي في فيتنام , اذ قُتل نحو 3 ملايين فيتنامي , جراء العدوان الامريكي الغاشم ... ؛ عاد الامريكان مجددا لارتكاب ابشع الجرائم في العراق والصومال وافغانستان , ولعل التصريح الاخير للرئيس الامريكي السابق ترامب يكشف لنا حقيقة العقلية الارهابية والسياسة الاجرامية الامريكية تجاه شعوب الارض ولاسيما المسلمين بل والشيعة منهم على وجه الخصوص ؛ فقد حذر دونالد ترامب ، يوم الأربعاء 25/9/2024، إيران من أن تهديداتها بقتله سيكون ثمنها تدمير المدن الإيرانية الكبرى وتحويل البلاد إلى أشلاء ... ؛ اذ قال ترامب الذي رشح للعودة إلى رئاسة البيت الأبيض، خلال تجمع انتخابي في ولاية كارولاينا الشمالية "لو كنت الرئيس، لأبلغت الدولة المهددة، في هذه الحال إيران، أنه إذا فعلت أي شيء لإلحاق ضرر بهذا الشخص، فسندمر أكبر مدنك والبلاد نفسها".

والسبب الذي دعاه لإطلاق هذه التصريحات الخطيرة والاجرامية وهذه الوعود الارهابية والتي يتوعد فيها الناس العزل والمدن الامنة بالهلاك وتحويل اجساد اطفالها ونساءها ورجالها الى اشلاء , ادعاء بعض عناصر الاستخبارات الأميركية في وقت سابق من اليوم الأربعاء أنهم أطلعوا حملة ترامب على تهديدات إيرانية ضد المرشح ؛ وقال ستيفن تشونغ الناطق باسم حملة ترامب إن الاجتماع تضمن معلومات حول تهديدات "حقيقية ومحددة" لاغتياله في محاولة لزعزعة الاستقرار وزرع الفوضى في الولايات المتحدة ... ؛ حتى الامريكان انفسهم لم تنطلي عليهم مسرحية محاولة اغتيال ترامب في الايام السابقة , واعتبروا الامر دعاية انتخابية مبكرة , وهب ان احدهم قام باغتيال مسؤول امريكي , فهل هذا يعتبر مبررا لارتكاب مجازر وحشية بحق شعوب امنة , وهل يعد مسوغا لتدمير المدن الامنة والمكتظة بالسكان العزل والمسالمين وتحويلها الى اشلاء متناثرة ؟!

تؤكد الدراسات والبحوث الدولية أن أمريكا نفذت أكثر من 98 حرباً وعدواناً، منها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مما يدل على أنها أم الإرهاب وأحط وأقذر حضارة قامت عبر التاريخ ؛ ف على مدى قرون قضت أمريكا 95% من عمرها في العمل الإرهابي والحروب المختلفة على الدول الأخرى واحتلالها في كافة أنحاء العالم . 

وها هي اسرائيل حليفة امريكا وخنجرها المسموم في خاصرة الشرق الاوسط , ترتكب ابشع الجرائم , وتخرق القوانين الدولية وتنتهك حقوق الانسان , وبصورة شبه يومية , وتمطر سماء القرى والمدن والمخيمات  في فلسطين ولبنان وسوريا بوابل من الاسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا على المواطنين العزل والاطفال الابرياء والنساء والمرضى والشيوخ والعجزة , واغلب الاسلحة المستخدمة في العدوان الصهيوني والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة هي امريكية الصنع فضلا عن تقديم المساعدات والهبات الامريكية لإسرائيل لاستمرار عدوانها الغاشم ضد الابرياء والمسالمين من مواطني الدول العربية , وقد شعر سكان لبنان بـ"هزات غير عادية"، في اليومين الماضيين مترافقة مع القصف الإسرائيلي الذي يستهدف مواقع متفرقة لحزب الله ... ؛ وهذه الهزات الأرضية التي شعر بها السكان ناتجة عن  قنابل محرمة وتدميرية تستخدمها إسرائيل في حربها ضد حزب الله  ؛ اذ تم تصميمها لتدمير الأنفاق  ولعشرات الامتار تحت الأرض ؛ ويمكن للبنانيين الشعور بها من خلال ارتجاج المباني حتى وإن كانوا في مناطق بعيدة جدا عن الموقع المستهدف , فهذه القنابل الارتجاجية، هي في الواقع قنابل تخترق المخابئ لعشرات الأمتار تحت الأرض ثم تنفجر في العمق ؛ ونتيجة هذا الانفجار يشعر السكان بالهزات في المنطقة ... , وتلقى هذه القنبلة من ارتفاعات شاهقة نحو الأرض وبسرعة الصوت لتخترق السطح إلى عمق يصل إلى 30 متراً ثم تنفجر، ما يسبب موجات قوية وصدمات اهتزازية شديدة كافية لهدم المباني والأنفاق والجسور ذات السماكة المرتفعة، منتجة قوة تدميرية تحاكي زلزالاً بقوة 3.6 درجة، وقد تزيد النسبة وفقاً لحجم القنبلة والمتفجرات في داخلها، ويصل وزنها عادة إلى 10 أطنان وتحتاج إلى طائرات معينة لحملها.

فها هي اسرائيل تستخدم الاسلحة الفتاكة والمحرمة , وتستخدم مختلف الذخائر الحربية , ولا زالت طائراتها تجوب الاجواء , ولمدة اكثر من سنة , تقصف وبصورة يومية مختلف الاماكن والقرى والمدن والمخيمات في فلسطين ولبنان وسوريا , وتستهلك مئات الصواريخ باهظة الثمن وتستخدم الذخيرة العسكرية الامريكية , والتي تكلف ملايين بل مليارات الدولارات ولولا الدعم الغربي والامريكي , لما استطاعت اسرائيل قتل طفل او تهديم مدرسة او تدمير بناية ؛ ومن منا لا يعرف ان امريكا او بريطانيا او صنيعتهما اسرائيل اينما حلوا , حل الدمار معهم , فما من ارض حلقت فوقها اسراب الغربان الامريكية والاسرائيلية الا ولحقها الخراب , وما من دولة او جماعة او حركة غضبت عليها امريكا واسرائيل الا وذاقت العذابات والويلات وتعرضت لشتى العقوبات ؛ وخلاصة القول ان الارهاب الامريكي والاجرام الصهيوني وجهان لعملة واحدة .