في تلك الفترة التي توقفت بها عن النشر كنت عند موعد تحقيق لابد من حضوره.. أسئلة أخاطب بها ذاتي وذاتُ ذاتي، والنفس التي يَحكمها عقلُ ذاتي.. مما ارغمني على نثر كل سؤال وجواب وأحيانا أتوقف عند عتبة الاستفهام دون إكمال. 

ولكن رجعتُ اتذكر مواضيع وانثرها أكثر عن ذي قبل، بل لن اتخيل انه مازال هناك ذلك الكم من الأمور التي لم أناقشها بعد، ورغم شوقي للنشر فمازلت مكبل بخيوط رفيعة وحادة ترغمني على التوقف عن الثرثرة... كأنه فحص معقد للمنتج قبل نزوله السوق!

 من بين المواضيع التي لابد من عرضها بل وفرضها على العملاء المميزين، ذلك المنتج (ولو سنعتبره منتج) الذي لم أقدر على تسميته، ليس لأنه يخدم أكثر من غرض، أو معقد في إستعماله، بل لأنه لابد من قراءة تعليمات ذلك المنتج حتى بعد معرفة وصفه... ومن الطبيعي عدم فهم وصف المنتج بشكل كامل ولكن إجمالا سيتم فهم محتواه.

◇◇◇

وهنا كتبت...

من بين سيل الأفكار اللحظية التي لا استطيع على اللحاق بأحدها، قد تمكنت من استحضار تلك.
الفكرة ليست الا مراجعة...


وما توقفت عن أمور كثيرة حتى فهمت أنّ للناس أمور أكثر تشغل بالهم، وتلك بالتأكيد  إحدى هذي الأمور....

من بين تلك الحيواة.. هناك حياتك الخاصة وحياتك مع "الخاصة": عالمك.. والعتبة التي لن يجرء أن يخطوها أحد...
حياتك الخاصة: هي تعاملتك الودية المميزة لأشخاص معينين مهمين في يومك وليس حياتك، لأن حياتك مازالت قائمة بهم او دونهم، إلا يومك فقد يضيء بالسعادة لمجرد لقائهم او الاعتياد على سماع صوتهم.
اما حياتك مع "الخاصة" تختلف كثيرا: لأنها تعني حياتك انت، و ايضا -الخاصة- هم الأشخاص الذين لم يقابلهم من هم بحياتك حتى ولو كانت الخاصة!
هي تعاملاتك مع أهلك، أخواتك، أصدقاء الحي، وأصدقائك المقربين والغير مربوطين بمكان فيمكنك عيش لحظاتك الخاصة معهم وفي أي مكان ان لم يسعكما الوقت.

ومهما كانت العلاقة فلن تقدر أن تغير المعايير لأنك لا تجرء على رفع مكانة أحد من نفسك، لربما عليه الاجتهاد ليصل لتلك المكانة، ولكن تكمن المشكلة عندما تكون انت من يحبط من تلك الأعمال في سبيل حفظ مكانة "الخاصة" ولكن سيأتي يوم وتدرك انك اضعت فرص... فرصة للإستقبال أو "سوء الخدمة ".

وغرستُ هنا دون الإستعانة بأحبالِ أفكارٍ تنجيني في سبيل أنْ أسأل: لماذا ؟؟ 

هل هي مسألة ثقة ام وقت؟ هل المجتمع الجاني في فرض ذلك القانون في التعامل بين "الناس" ؟ لوضع الحدود وفرض رسوم للتعامل.. ورسوم أخرى للإبتسامة و المودة لنعامل غيرنا كمادة؟ (اذا زاد الطلب قلّ العرض)!! 

لماذا أرى فلان يتعامل بسذاجة لذلك الحد تجاه الآخر.. يقترب منه ذاك كانما مخلوقٌ من نار ، اما أنْ يبتعد عنها وإما أنْ يُطفئها؟ 



ملف أصدقائك الذي لن يمسسه غيرهم ولن ينضم لهم عجوز او ولد...
لأنك اعتقدت انك عشت ما لم يسترجعه سواهم، فلا مكان لغيرهم ولو لأقترب من مكانتهم أحد...
حتى تنصدم ان مساحة ذلك السجل ما زالت واسعة، لكنك اضعت الفرصة وحذفت قائمة الانتظار لنيل محبتك لأحد
نعم انت مشرف على دخولك لعالم قَذِر
لكنك لست وحدك يؤمن بذلك القدر
فالقدر لا يرغمك بمعرفة صديق
ولكنه يعلمك انه ينتظرك بطول الأجل
ولو جربت على اضافة ضيف ثاني لعالمك الطاهر فلن يلطخهُ في ثواني
فاعطه فرصة الزيارة، وانتظر منه طلب الإقامة ليالي...
وَجَبَ عليك أنْ تُفكر: الا هناك منزل له غيري؟
نعم ولكنه يعجبه مكاني...
بالطبع سيأخذك في زيارتٍ..
لن يأخذ بها أحد سواكي..

"سلام".. عندنا ليست الا كلمة تنهي بها عن الكلام. 

بقلم وكيبورد/ نور الدين خالد