رحيم الخالدي
أيام الحرب العراقية الإيرانية، كانت خطوط القتال تمتاز بالتحصين، من الشقوق ودكات ومزاغل الرمي إضافة لحقل الألغام، يسانده خط يسمى بالمعرقلات، وهذه المعرقلات تكون على شكل قنفذ، عبارة عن قطع من شيش التسليح، ويكون أعلاه مدبب فيكون ذا فائدتين، الأول يصيب والثاني يعرقل الحركة، وصعوبة التنقل خاصة ليلاً، ويأتي معه أيضاً مشاعل العثرة، التي ما أن يتحرك السلك الرابط لتلك المشاعل، حتى تضيء المكان بإنارة فسفورية بيضاء متوهجة، تتيح للمدافع الرؤية، حتى في الأيام المظلمة التي لا يكون للقمر فيها وجود .
كلنا يعرف معظم المشاريع، وطوال الفترة الماضية من عمر الحكومات، التي تسلم مهام عملها حزب معروف لدى العراقيين، لم يتم إكتمالها، وقسم كبير منها كانت مشاريع وهمية! وما أكثرها، والدليل لحد الآن أطفال العراق تذهب لمدارس طينية، مقارنة بحجم الأموال التي صُرِفَتْ! ولا يمكن مقارنتها وفجوة كبيرة لا يمكن رتقها، وتحتاج لدراسة معمقة ومتابعة على كل المشاريع، والوقوف على الخلل، لا سيما باقي المدارس التي تم هدمها، والباقي من المدارس التي تعاني الإهمال! يجلس الطلاب والطالبات على الأرض، وهذا يضاف لباقي مفاصل الفساد، الذي إستشرى في كل الدوائر، نظراً لغياب الدور الرقابي، على حركة الأموال والمشاريع .
عبد الحسين عبطان الذي يصفه المتابعين، الذين يبغون الحط من دوره الريادي، أنه فشل بالدورة الماضية، ولم يحصل على الأصوات، إستلم مهام وزارة الشباب والرياضة، وهي عبارة عن وزارة إستهلاكية للأموال، وليس لها مردود مادي كباقي الوزارات، التي لديها مشروع أو جباية، إستلمها عبارة عن حطام غير مكتملة المشاريع، سوى التعاقد مع الشركات التي تبني الملاعب وتأهيل الأندية ومتوقفة منذ فترة ليست بالقصيرة حيث شمر عن ساعديه واتصل بالشركات مستفسراً عن التوقف عن العمل، فكان الجواب الأموال! ولا أعرف بالضبط كيف تم إسترجاعهم وأكملوا مشوارهم في التكميل بفترة وجيزة والأجدر القول أنه صاحب دبلوماسية قلّما يمتلكها غيره .
ما إن تحركت عجلة الوزارة حتى بدأت الأنظار تتجه صوب عبطان، كونه كما يقول المثل الدارج "شق الكفن"، فلابد من وضع العراقيل أمامه لكي لا يحسب له، عكس ما حصل لسلفه، ويتم كشف المستور ليوجه الأنظار للوزير السابق، وإتهامه بالتقصير والفساد! خاصة الشكوك التي تدور حول مصاريف ملعب النخلة في البصرة، وما يلف من شكوك حول المبالغ التي صُرِفَتْ في وقته، تكفي لبناء ملعبين وليس ملعباً واحداً، فكانت الإنطلاقة وإستكماله ليتفرغ لباقي الملاعب، التي تم الإنتهاء منها وإفتتاحها، كما شاهدنا كيف كان الكرنفال في ملعب النجف، وهو الأخير من جملة الملاعب التي تم إنجازها بوقت قصير .
ماذا لو كان عبطان وزيرا للفترة السابقة والحالية! هل كان الإنتاج كما اليوم؟ هو يحمل الهمة العالية والمتابعة، التي تنم عن الخبرة التي خبرها أيام كان ممسك لأهم ملف، في فيلق بدر الظافر أيام المعارضة، فكان موقعه يحسدهُ عليه الكثيرون، وفشل غيره في إدارته بوقت ما، ليتم إرجاعه متوسلين بقبول المهمة مرة أخرى، فليس من الممكن إدارة وزارة لديها كل هذا الكم الهائل من المشاريع المعطلة ويشغلها وزير! فهل كان الوزير السابق نائماً؟ أو متعمداً الإهمال! وإستلام عبطان الوزارة في هذه الفترة الحرجة، والدولة تعاني التقشف والعوز المادي، مقارنة بالإنتاج الذي ذكره ذوي الإختصاص ومدحوه، ويتمنون أن لديهم عبطان آخر، لينجز لهم مالم ينجزه غيره مع الوفرة المادية .
لو وصفنا أن المسار الذي سار به عبطان، كان عبارة عن سباق ضاحية وطفر الموانع، لكان قليل الوصف، لان المعرقلات التي وضعها من لا يريد لعبطان النجاح، في الخط الذي إختطه لنفسه، ومن جملة ما ذكر الوزير، أن هنالك جملة رددها أؤلئك المعرقلون (أوقفوا عبطان)! لأنه خرج عن المألوف وكشف عورات الفاسدين، وسوف يلمع نجمه وليس لنا مكان في المستقبل القريب، سيّما والإنتخابات على الأبواب، والمزامنة مع إنجاز المشاريع في آخر أيام الحكومة الحالية، وصرح من هو أحد أقطاب التعطيل، أن الملعب غير مكتمل، والتنظيم يفتقر لكثير من المؤهلات، كذلك إستعمال الانجاز كمكسب إنتخابي، وهذا ما أزعجهم كثيراً، وجعلهم محتارين في كيفية إسقاطه، لكن رأي الجمهور كان عكس ذلك .