بعد ان حسمت اغلب الدوريات في الكرة العالمية بقي على غير العادة بطولة الكالتشيو على صراع سيستمر حتى اخر الجولات بين الفرق في بداية الترتيب خصوصاً بعد ان خرج نابولي بأهم انتصار لهم هذا الموسم في تورينو امام المتصدر يوفينتوس وفي الدقائق الاخيرة بعد ان قدم ابناء الجنوب مباراة ممتازة عطلوا فيها تماماً كل ادوات لاعبي اليوفي ، السيدة العجوز غير مشمولة في هذه الحملة التي اعلنها الاتحاد الايطالي لحماية المرأة بعد ان اصبح الفارق نقطه واحدة بين المتصدر والوصيف وتساوي بالنقاط بين الثالث روما والرابع لاتسيو ، لتقول ايطاليا كلمتها وتسرق اعين المراقبين عن طريق دوريها المحلي خصوصاً لاخفاق الكبير بعدم تأهل منتخبها الاول لكأس العالم …
بدأ اليغري بالـ4-2-3-1 بوفون في حراسة المرمى امامه رباعي مكون من كيليني وبن عطيا في المحور وهوذيس واسمواه على الطرف امامه كل من خضيرة وبيانتش في الارتكاز وهييغواين في الهجوم خلفه ثلاثي مكون من ديبالا وعلى جنبيه ماتويدي وكوستا ، مع التحول دفاعياً على الـ4-4-1-1 …
اما ساري فلم يغير الـ4-3-3 رينا في المرمى امامه رباعي مكون من هيساي و اربييول و كوليبالي وماركو روي في الوسط العبقري جورجينهو والن وهامسيك وفي المقدمة انسيني وميرتينز وكايخون …
النوايا كانت واضحة من الفريقين والتعليمات كانت غير غامضة بالنسبة للاعبين لان حساسية المباراة لا تدعو للاستعراض او الاداء بل الخروج بالنتيجة المطلوبة بغض النظر عن الاداء ومستوى اللاعبين ، الفوز وغير ذلك يتعبر خسارة للدوري بالنسبة لنابولي ، التعادل ممتاز جداً لليوفي ولو اتى الفوز لعمت الاحتفالات في تورينو ، بدأ لاعبو نابولي منذ اول الدقائق بتطبيق الضغط العالي على دفاع اليوفي ومحاولة التسجيل مبكراً لان الكل يعرف واولهم ساري بأن كلما مرت الدقائق زادت صعوبه المباراة ، سيطرة وكثافة من لاعبي نابولي في مناطق اليوفي عمل مثلثات وتمريرات قصيرة للدخول من العمق لكن بدون جدوى عملية التحول الى الـ4-4-1-1 دفاعياً بالنسبة لليوفي صعب المهمه كثيراً على لاعبي نايولي في الاختراق من العمق اضافة الى قصر قامة ثلاثي المقدمة سهل كثيراً على دفاع اليوفي الفوز بأكثر الكرات العرضية ، هامسيك يبدا بالكرة من المنتصف مساندة من الجناحين انسيني وكايخون ودخولهم للعمق عند تقدم الاطراف يعطي كثافة اكبر في وسط دفاع اليوفي وجود مهاجم متحرك مهمته ترك المساحات لجناحين وكذلك هامسيك ، واليوفي يلعب في مناطقه ينتظر ان يلدغ مرمى نابولي ، الجهه اليسرى كانت مصدر الخطورة بتواجد البرتغالي ماركو روي الذي ساهم كثيراً في عمل عرضيات امام مرمى بوفون ، خروج كيليني اثر على دفاع اليوفي بعض الشيء ، شوط اول شهد سيطرة مطلقة لنابولي بسبب فرض رتم سريع في المباراة وهو ما يسهل على لاعبي نابولي عمل تمريرات قصيرة من خلال تشكيل مثلثات و ممارسة ضغط عالي حتى على الحارس ادى الى لعب كرات عشوائية كثيرة من قبل حارس ودفاع اليوفي …
بدأ الشوط الثاني والامر لم يتغير مباراة سريعة فرضها ساري على اليغري ولاعبيه تغييرات اليغري منطقية بعض الشيء فخروج ديبالا ودخول كوادرادو حيث ان الاخير يمكن ان يساند كثيراً في العملية الدفاعية وايقاف تقدم ماركو روي الذي عمل شارعاً على الجهه اليسرى في الشوط الاول ، حركة ذكية من اليغري في تقليل بعض الخطورة من الجهه اليسرى ، تحول نابولي الى الـ4-4-2 دفاعياً وتقليل المساحات بين الخطوط صعب المهمه على مهاجمي اليوفي تغيير مانزوكيتش كان لكسب الكرات العالية وكذلك الصراعات الراسية لانه يبرع كثيراً فيها وسبب دخوله كان للاستفادة من عرضيات ليشنيشتاينر وكوادرادو بينما يكون هيغوايين كلاعب يقوم بربط الوسط بالهجوم ويركض خلف المدافعين ، دخول ماريو مانزوكيتش كان ضروري لان اليوفي يلعب كرات طولية لكن بدون جدوى كنت انتظر من اليغري ان يكون شجاعاً بقدر ما هو ذكي ان يقوم بأخراج هيغوايين بدل كوستا لان الاخير كان يقدم اداء جيد ولعب بادوار هجومية ممتازة ، الابقاء على ماتويدي كان مهم لان الفرنسي كان يشارك كثيراً في العملية الدفاعية مع خضيرة وبيناتش ، الاغلب يسال عن خروج ديبالا في حين ان ديبالا يستطيع ان يلعب كجناح ؟ الجواب واضح من خلال قدرة الكولومبي في العودة ومساندة الفريق دفاعياً عكس ديبالا وايضاً يستطيع كوادرادو توسيع الملعب من خلال تواجه الدائم على الطرف اليغري فكر في ايقاف ادوات ساري اكثر من تسجيل هدف لان التعادل يعتبر بمثابة فوز للايغري ،
اما ساري فقد قام بقراءة المباراة بشكل جيد المدخن الشره عرف كيف يحجم اليوفي في مناطقه قدم شوط اول جيد جداً بحث عن الفوز منذ اولى الدقائق حضر فريقه جيداً سيطر على مستوى الخطوط ككل ، قدم لنا كرة ممتعه وتدرس لاجيال من خلال الانشتار الصحيح والتمريرات الدقيقة و حركية للاعبين بشكل ممتاز امكانيات رائعه في عملية بناء اللعب اضافة الى الذكاء والسرعة ف ي عملية التحول من الدفاع الى الهجوم او العكس ، تغييرات سارب ما هي الا ردة فعل ذكية منه سحب المهاجم المتحرك ميرتينز وادخال ميلك المهاجم الكلاسيكي اجوهر هذا التغيير ان اليوفي يقاتل في الوسط وشاهد انه اقرب للمستحيل التركيز على الكرات البينية القصيرة لذلك عالج الامر وادخل مهاجم يستطيع الحصول على كرات راسية في حالة اجبر على لعب كرات عرضية ، وكذلك ادخال زينيسكي اعطى حيوية في منتصف الملعب الهجومي لنابولي وصنع كثافة في منطقة وسط دفاع اليوفي وامام منطقة الجزاء مع اعطاء حرية لزينيسكي في التحرك امام منطقة جزاء اليوفي ، هذه التغييرات جعلت نابولي يسيطر على الوسط بشكل اكبر من خلال قيام كوادرادو وماتويدي بمراقبة الاظهرة روي وهيساي وبالتالي يبقى خضيرة وبيانتش في الوسط امام كثافة لاعبي نابولي واللعب بحالة 3 ضد 2 ، هدف كوليبالي اعاد الحياة لمدينه الجنوب السنيغالي في رايي من افضل قلوب الدفاع حالياً مع راموس واومتيتي واوتاميندي يقدم موسم رائع لا استبعد مشاهدته في احد الاندية الكبرى في الموسم المقبل ، مباراة ممتعه جداً كانت تحمل الكثير من الاثارة الجميل فيها هي افكار المدريين وكيفية تغيير كل مدرب لافكاره حسب ظروف المباراة ، الدوري لم يحسم بعد ونابولي لم يحصل على اللقب تنتظر الفريقين مباريات اشبه بالنهائي التعثر يعني ضياع اللقب وتنتظرنا ايضاً متعه مشاهدة الجولات المثيرة من الكالتشيو بكل ترقب …
خارج النص :-
بالرغم من هدف كوليبالي الرائع والافكار الفلكية للمدربين وحماسة المباراة ، اكثر ما لفت انتباهي في المباراة هما لاعبان قدما مستوى عالي في المباراة الا وهما ) الن من جانب نابولي و ماتويدي من جانب اليوفي ) فالاول قدم مباراة ممتازة كان في كل مكان في الملعب ولو اعدت المباراة لوجدته في كل مكان ودائماً ما يكون قريب من الكرة ويقدم موسم ممتاز تابعته كثيراً وكان له اثر كبير في منظومة ساري ، اما ماتويدي بعد التهميش وملازمة الدكة في باريس يقدم الفرنسي صاحب الثلاث رئات موسم ممتاز كان لتحركاته اثر كبير وحتى في مباراة الريال فقد قدم مباراة ممتازة ، الوم كثيراً ادارة باريس على التفريط به بصراحة هكذا اندية لا تمتلك ادارة كفوءة تتعاقد مع لاعبين تحت اعين الاعام ويتركون لاعبين لا يعرفون قيمتهم او حتى قد يكون السبب مدرب اخطا في طريقة استعمال اللاعب وتوظيفه في مركزه الصحيح واستخراج افضل ما لديه …