ظن البعض منا مؤخرا، أن حضور ولقاء السيد السراج رئيس مجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني " قمة القدس" برؤساء وملوك وأمراء قمة الدول العربية التاسعة والعشرين، أن تأخذ طابع جديد في العمل السياسي مع ليبيا.
الأزمات التي تحيط بالعالم العربي حالت دون إعطاء قدرا الكبير للقضية الليبية المتأزمة سياسيا وامنيا واقتصاديا، ليبيا الدولة العربية المنقسمة الى ثلاث حكومات في الشرق والغرب.
تركت القضية الليبية في "قمة القدس" الى المرجعية السياسية، الى الاتفاق السياسي الليبي في مدينة الصخيرات المغربية والى الأمم المتحدة في "خط من اجل ليبيا"، لكن الحكومة المعترف بها دوليا هي التي حضرة القمة العربية.
دول عربية كثيرة متأزمة شاركت فيها أربعة عشر دولة، من بينها جمهورية مصر العربية والإمارات العربية ولبنان وجزر القمر وعمان وفلسطين وتونس واليمن والعراق والسودان وموريتانيا والصومال والجزائر.
أما طابع تصدر أجندة القمة العربية كان في الملفات الإقليمية عدة ، أبرزها الأوضاع المتردية من أزمات في سوريا واليمن وعملية السلام المتعثرة والمتوقفة بين فلسطين واسرايل ومحاربة التنظيمات الإرهابية وسبل مواجهة التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة .
من اجل إيجاد حلول ومخرجات سياسية من الأزمة الليبية، حيث تواجدت رسميا الوفود العربية بقاعة الملك عبد العزيز الثقافي والعالمي بمدينة الظهران بدلا من الرياض.
قمة الظهران لم تقدم للقضية الليبية من شيء جديدا بحضور السيد السراج، إنما كان لقاء القادة العرب عادي يأخذ طابع النقاش والاستشارات في ما بينهم وليس بالقرارات الحاسمة.
للقاء القمة العربية كان من المفترض أن يكون له حلول سياسية لنزاعات من جميع نواحي قضائهم والمشاكل المتعلقة بلدانهم، قضايا محورية تتعلق بملف القدس الفلسطينية، بالإضافة الى الأزمات التي تواجه العرب بصفة عامة.
لكن المتوقع من الدولة الليبية، كان من أن تقوم حكومات الدولة الليبية من إعلان المصلحة الوطنية العليا والاستقرار والابتعاد عن المصلحة الضيقة والتركيز على إعادة بناء المؤسسات الدولة وإجراء الانتخابات خلال هذا العام.
لكن حتى الآن لم تستطيع ليبيا أن تتوصل الى حلول نهائية لمشاكلها الداخلية، مشاكل انقسام المؤسسات الوطنية الليبية، البط في توحيد المؤسسة العسكرية الليبية،التخلص من المليشيات الليبية في كل ركن من أركان الدولة الليبية والاستفتاء العام لمسودة مشروع دستور ليبيا لعام 2011.
أوضاع ليبيا قائمة على النزاعات وعدم الاستقرار والإرهاب، مما زاد في تأزم الأوضاع داخل ليبيا، هذه الأجواء المحمومة بالمشاكل جعلت الكثيرين من قادة العرب يعلموا أن النيران تشتعل من كل ناحية، نيران إيران من جهة وأمريكا مع سوريا وإسرائيل، وقطر مع دول الخليج، والمملكة العربية السعودية مع اليمن من جهة أخرى.
القمة العربية تعقد في وسط أزمات عربية كثيرة وملفات عربية شائكة ووضع إقليمي ودولي مشتعل بنيران الحرب، بضربات عسكرية أمريكية الى سوريا بمساعدة حلفائها، بريطانيا وفرنسا، بزعم استخدام سوريا الأسلحة الكيميائي في دوما.
واكتفت قمة القدس، في أختام أعمال دورتها بإصدار قرار بعنوان " تطورات الوضع في دولة ليبيا" ونقل الملف الليبي الى المرجعية السياسية و الحل السياسي الشامل للازمة الليبية.
التأكيد على دعم المجلس للتنفيذ الكامل للاتفاق السياسي الليبي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية بتاريخ 17 ديسمبر 2015 والترحيب بخطة العمل التي أعدتها الأمم المتحدة لليبيا، خطة المبعوث الخاصة "من أجل ليبيا" لسيد غسان سلامة.
ليس هنالك أي حل سياسي في ليبيا دون الرجوع الى المصالحة الوطنية والتقيد بالمرحلة الانتقالية من خلال الاستحقاقات السياسية والدستورية ولانتخابات القادمة في إطار تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي وتبني مشروع الدستور الليبي لعام 2011.
بقلم رمزي حليم مفراكس