دور المصلحيـــن في تكامــل المجتمـــات

المتأمل في طرق الإصلاح وحياة المصلحين عبر التاريخ ليجد وبالقطع دورهم في تربية الأمم من الأفات الا أخلاقية ، فإن تعددت الطرق الا ان الغاية واحدة تتلخص بمعنى اصلاح المجتمع من الفساد وتربية النفوس

فكان أولهم سيد المصلحين والمربين "صلى الله عليهِ والهِ" هو خاتم المرسلين وضع الستراتيجية المطلوبة والمنهج الواضح وابتدأ المشروع وأكمله بنصب المصلح العظيم من بعده وهو امير المؤمنين عليه السلام فسار على منهاجٍ جليّ وأمر متبّع حتى بلغ من أمره ما قد اراد وما هو مطلوب منه لتختلف الظروف والأوضاع حتى مارس الامام الحسن عليه السلام من بعده وبلغ من امره ما بلغ على يقين من ربه ومحققاً لاهدافه بالحفاظ على نقاوة الدين وتربية الأنفس التربية الصحيحة والامر ذاته جرى للامام الحسين عليه السلام مع اختلاف الطريقة وممارسة التغيير وإصلاح المجتمع ، وهكذا الامر في حياة المصلحين من بعده الامام زين العابدين وقدوة المتهجدين وأئمة المسلمين الباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري إنتهاءاً بصاحب الأمر "عليهم السلام" وقد اكملوا ما ابتدأ سلفهم الصالح واضعين الركائز لإصلاح المجتمعات التي لا يمكن ان تخيب، ومتواصلين وفق منهج متقارب غير متغاير فقد ركزوا عليهم السلام على الجانب الإجتماعي لما فيهِ من تأثير على المجتمات ولما لهو من دور في خلاص المجتمع من الأفات الا إخلاقية وهذا ما نوه عنه وبينه المرجع الديني والمربي الصالح السيد الصرخي الحسني الذي سار على نهج أجدادهِ الميامين , في كتابهِ (علي حبه جنه) حيث قال : <<نلاحظ أن أهل البيت قد ركزوا على الجانب الاجتماعي كثيرًا، فنرى الإرشاد والحث على التمسك بالفروع التي تؤدي بالمجتمع للوصول إلى الأمن والرقي والتعلم والإيثار وغيرها من الصفات التي تحقق التكامل الاجتماعي ومن تلك الفروع التي يجب على المؤمن التمسك بها : 

كظم الغيظ ، والعفو عن المسيء ، ورحمة الفقير ، وتعاهد الجار ، والإقرار بالفضل لأهله ، وعفّ البطن والفرج ، والجهاد وبرّ الوالدين ، والتعهد بالفقراء وأهل المسكنة ، والغارمين والأيتام ، وصدق الحديث ، وكفّ الألسن عن الناس ، وأن يكون قدوة وأمينًا ونافعًا.>>

وختاماً يبقى السائرون على المنهج القويم هم أمل الأمة لتربية أبنائها التربية الصحيحة حتى يصلوا الى مرحلة النصر في الجهاد الأكبر .

سهير الخالدي