رسالة من أصدقائكم :

نحن أصدقاؤكم الذين تحبون ،السند والعون والمعونة ،نريد إخباركم شيئاً:

إلى كلّ الذين اتّكأوا علينا دائماً ،الذين من فرط اعتقادهم بأن الصديق وقت الضيق نسفوا باقي الأوقات وثبّتوا وجودنا وجوداً ملائكياً ونسوا أصلنا "البشري"! ومع أول استفهام وضعناه راحوا يولولون بالخيبة والخذلان .. وجعلونا وصمة عار في قائمة حياتهم ! وأنشدوا قصائد الاكتفاء بالنفس !

نحن هنا لنذكركم أننا -نجومكم- .. والنجم متى ماغاب قمره انطفئ ! نحن النجوم رجوماً لأيامكم السيئة متى ما أحسسنا مجرد إحساس أن أمراً ما على وشك الحدوث أعددنا العُدّة باغين حماية سماءكم ،ولكنكم قمر تلك السماء ،فكيف تريدون منا البقاء متوهجين وأنتم تتركوننا كثيراً /شهوراً دون أي اعتبار ؟ وترجعون واثقين بمكانةٍ لن يشوبها الكثير من الأسئلة فليس لنا أحقيّة السؤال 'لأننا أصدقاؤكم ومن المفترض أن نسرف في عذركم في الوقت الذي ستكتفون فيه بالهدوء مع بعض جمل الاعتذار الباهتة/ الخالية من عذر حقيقي' أحشفاً وسوء كيلة؟

"أعينونا" هذا الطلب الذي لايزال محطّ خلافنا الدائم ظنّاً منكم أن العون الواجب الوحيد عليكم هو أن تكونوا بجانبنا وقت ضيقنا ،لأنه وعطفاً على القاعدة السابقة" الصديق وقت الضيق" وفقط !

بينما نعني بـ أعينونا أي :كونوا حقيقيّين ،حتى في أسباب عزلتكم وانقطاعكم ..

فالتساؤل عن المسبّبات من أساسيات بشريتنا

ولو لم تكن هذه القاعدة صحيحة لما قال الرسول لربيعة :أعنّي على نفسك ! فكيف بصاحب المعجزات أن يطلب سبباً يعين ربيعة (السجود)؟

إن كان طلب ربيعة غالٍ (الجنة) ويستحق العون والسبب، فطلبكم بقاءنا متوهجين غالٍ أيضاً ..

وإن كان من كامل حقكم أن لاتتغير مكانتكم ،فإن من كامل حقنا أن نعيش معكم حياةً حقيقية/ واضحة..

نحن أصدقاؤكم لم نتغير .. لمّاحون لنبرة حزن في أصواتكم حتى ولو كنتم تقصون علينا عُرس البارحة !

امنحونا عذراً نلمح منه الحقيقة وسنُسكتكُم عن الإسهاب وتدبيج معاريض الأعذار ..حقيقة واحدة كفيلة بأن تملأ شهور انقطاعكم عنّا ..

-نوره محمد