عندما يطلق قائل ما جملة أو خطاب فلا بد أن تمر بعض الكلمات مرور الكرام رغم أهميتها، من يقرأ ما بين السطور في كلمة الملك سلمان حفظه الله سيجد دلائل ورسائل لا تخفى.

بين كل ما قال لم أجد أكثر من "ثلاث كلمات وحرف" في خطابه تكفي لتترجم الموقف الثابت والراسخ رسوخ الجبال سعودياً فيما يخص قضية فلسطين.

"ليعلم القاصي والداني"...

في الخطابات السياسية كل كلمة وحرف تعني شيئاً ما وهو ما حدث، لم يقل "ليعلم القاصي ثم الداني" ولم يقل "ليعلم القاصي قبل الداني" وحتى لم يقل "ليعلم الجميع".

الواو بين القاصي والداني دلالة ربط ونفي في آنٍ واحد، فالربط رسالة مباشرة وبكل شفافية ووضوح للعالم والعرب وللعرب والعرب وللعرب والسعوديين في أن القضية الفلسطينية همنا وبالتالي ما يهمنا هو جزء أصيل من همّ السعودية.

أما النفي فهو لُبّ الجملة للداخل السعودي قبل غيره وأقصد بذلك ما نسمعه من البعض في أننا يجب أن ننظر لمصالحنا كسعوديين قبل مصالح غيرنا وهذا دون شك لا تثريب في ترداده والعمل على تحقيقه ما عدا شيء واحد يجب الوقوف عنده وعدم المساس به "القضية الفلسطينية".

هنا يقول توقفوا عن ترديد هذا الصوت النشاز ففلسطين ليست محل بحث ونظر عندنا، هي قبل مصالحنا وليست في مقدمة مصالحنا وهنا بون شاسع في التعريف والقول والعمل.

نحن في النهاية كسعوديين قبل غيرنا نركن ونحمي مكة والمدينة وبالتالي ستظل القدس ثالث المقدسات من حيث الغاية لعودتها بإذن الله تعالى متى ما هيأ الله عز وجل لها أن تعود ومعها لن نتناسها ولن نهملها ولن نقدم مصالحنا عليها.

الانسان السوي لن يفصل جزءاً أصيلاً من وجدانه لأن الوجدان ليس محل بيع وشراء معه نستطيع أن نمضي في حياتنا.

سيبقى احتلال القدس جرح غائر في صدورنا مهما حاول البعض منا القفز فوق آلامها وكأنه آلة وليس بشر.

شكراً لخادم الحرمين الشريفين فأنت رغم المصالح التي من الممكن أن نكتسبها كسعوديين من بيع القدس كحال البعض للأسف الشديد أو حتى المزايدة بها رفضت ذلك وبكل وضوح.

نعم ليعلم القاصي والداني.

#عارف_الحيسوني