" غداً الساعة الثامنة والنصف
عند مُلتقى الطُرق ، سألتقيك .
من المتوقع أن يكون الطقس ممطراً وإن لم يكن كذلك سيمطر معك على كل حال ، اتفقنا ؟
- اتفقنا .
لم أستطع حينها أن أقاوم لهفتي للموعد ، للقائنا الذي يتجدد دائماً وكأنه الأول ، لوجهك ، وجُهك الذي لطالما اعتبرتهُ وِجهتي ، وأماني ، ومرسى للكلام الصامت ، الكلام الذي يخرج ليستقر في قلبي ، الكلام الذي لم تقله لي أبداً لكن وجهك يقوله في كل مره .
أعدّ الساعات ، أقفزُ الأرقام لأحتال على الوقت ، أرقبُ موعدنا كما لو أنهُ سيهربُ من بينِ يدي ،
أفكر بطريقةٍ غير اعتيادية للبدء في الحديثِ
عن أي شيء في العالم ، لأجدني أركن العالم خلفي وأبحثُ عن جملةٍ أصفُ بها عينيك ،
عينيك المحيطُ الذي لا يهدأ ، والبحر الممتد بزرقته ولمعته
من قال أن كل الطرق تؤدي إلى روما ؟
كل الطرق تؤدي إلى عينيك ، عينيك فقط .
تأتي دائماً على الموعد وأسبقك أنا بساعة ، ساعة تجعلني أتمنى لو كنت طائرةً ورقية لأحلّق عند نافذتك ، أتبعك كما لو كنت ظلّك وأصلِ إلى المكان بنفس توقيتِك ...
يُبلِلُنا المطر ويسقي حديقة عمرِي معك ليطول ويمتد هذا الربيع الأخضرِ في صدري ..
تضحك فيرحل عني الحزن بعيداً كطيورٍ مهاجرة ، تحاصرني الدهشة والرغبة في العيش أكثر ، تحديداً عند ضحكتك ، كان ينبغي للعالم أن يرى اللحظة التي تضحك فيها ، كيف يمكن لضحكة أن تسرق قلب ، وتطرد الأحزان ، وترسم أمنيات ملونة ..
كيف يمكن لضحكة أن تُسافر بك إلى عالمٍ آخر بلا حقيبة سفرٍ ولا تذاكر ؟
كيف يمكن لضحكة أن تجعلك تشعر وكأن بيتهوفن يقف بجانبك ويعزف لك معزوفته الشهيرة وأنت تصفق بكل استمتاع ؟
كيف يمكن لضحكة أن تجعل قلبك يتسع لدرجة أنك تشعر بفراغه من كل شيء إلا من ضحكه !
أنت لاتضحك لأنها تراودك الرغبة في الضحك ، أنت تضحك لأنك تحب أن ترى اندهاشي بضحكتك واتساع حدقة عيني ، تضحك لُتثير جنونِي ومشاعري ، تضحك ليطول هذا اللقاء ،
لأبقى تحت ظلال ضحكتك لساعات متناسية كل شيء ...
بالرغم من كل محاولاتي للهروب إليك يسرقني الواقع وأعود ، أعود محمّلةً برسائل حُبٍ وضحكة، ضحكة لو عرضتها للبيع سأشتريها ولو كان ثمنها عمري .."
موعدٌ مع ضحكة
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين