لم يكن غريباً أنه من أكثر المرضى أناقاً وأقلهم أبتسامة ، كان الغريب ذلك الاستسلام التام الذي تمكن منه، استسلام خسف شمس الامل لديه، جعله منه إنسان ينتظر المجهول بكل جمال وأناقه وبرود .
و بعد جلسات مطوله وكثيره لفك شفرة الاضطرابات الداخلية،الساكنه فى اعماق الشخص الذي يجلس أمامي الأن، توصلت الى نتائج مُرضية نوعاً ما .
كان مفادها على النحو التالي : الخوف من الاشياء الجميلة بحيث يطبق المريض قاعدة " عدم الاقتراب من أي شيء جميل لا يستطيع الأستغناء عنه " كان ذلك لعدد من المواقف غريبة الوصف مجهولة الملامح التي مر بها، وإكتشافه أيضاً لأنه أكثر أنواع البشر إدماناً لكل شيء أحبه، كان يدمن أي شيء أحبه بطريقة هيستيريه، قرر بعد ذلك ان يسلك طريق أكثر هدوءً، كان يرى السلام في ذلك بحيث أنه أمتنع عن حبه لأي شيء مكتفياً بالاعجاب البسيط الذي يزول بعد دقايق لأشياء كانت في السابق محور حياته.
