قد تكون نتيجة المباراة النهائية ٣-٠، لكن هذه المباراة تمحورت بشكل كامل حول هدف رونالدو. هذا الرجل يعيش للمناسبات الكبرى وتكرار نهائي كاردييف كانت فرصة مثالية له ليظهر.
زين الدين زيدان الرجل الذي سجل الكثير من الأهداف الجميلة (أشهرها هدف التاسعة) وقف مذهولاً أمام الهدف واضعاً يده على رأسه في إشارة تامة للدهشة. بينما وقف بوفون المسكين وهو يشاهد أحلامه بدوري الأبطال تتبخر.
جماهير اليوفي نفسها لم يكن أمامها خيار آخر إلا أن تقوم بالتصفيق لما شاهدوه تواً.
بالرغم مما تقوله النتيجة إلا أن السيدة العجوز كانت لها لحظاتها ولم تسقط دون قتال.
مع الإصابات والإيقافات التي حاصرته، ماسيمليانو أليغري قام بتطبيق شكل الـ٤-٤-٢ مسطحة مع إقحام الشاب بينتانكور مسانداً للدولي الألماني سامي خضيرة، فيما بدأ كلٌ من أسامواه وساندرو في الجهة اليسرى.
بينما في الجهة الأخرى، دخل زيدان بتشكيلة نهائي كارديف نفسها ولم يغير شيئاً، (وهو ماكان مستغرباً أن أليغري لم يتعلم شيئاً من المرة الأولى).
دور إيسكو كان مهماً جداً فهو لم يتواجد دائماً في قمة الماسة. لقد أعطي حرية تامة في التحرك في المساحات التي يصنعها مارسيلو وكارفخال حين يوسعون دفاع اليوفي للأطراف.
حين رأى أليغري الريال بهذا الشكل، حاول أن يجعل لاعبي أطرافه يواجهون لاعبي الريال في مواجهة ١-١ على الأطراف، لكن إيسكو قد أعطي تعليمات بالنزول للوسط في أحيان أخرى ليلغي هذه الفكرة من عقل أليغري.
٢:٤٧. هذا كل ما استلزم مدريد من وقت ليسجلوا هدفاً في أرض لاتزورها الأهداف كثيراً، مما منحهم راحة البال واللعب بهدوء. كان أسرع هدف استقبله فريق جوفينتوس في دوري الأبطال على أرضهم، وجوفينتوس بالكاد قد لمسوا الكرة قبل ذلك الهدف.
مع عدم مراقبة أي شخص لإيسكو، الإسباني وضع نفسه خلف دفاع اليوفي في الجهة اليسرى وبقي غير متسلل بفضل دفع بنزيما وكريستيانو لدفاع اليوفي إلى الخلف.
هذا كان هدفاً جماعياً رائعاً. فيما تسكع إيسكو بداخل الصندوق، كريم بنزيما كان له أكبر عمل، فيما تراجع رونالدو للخلف واقترب من إيسكو، بنزيما قام بتعطيل كيليني وبارزالي ليسمح للدون بتسجيل أول أهداف المباراة.
بعد ان استفاق جوفينتوس من صدمة الهدف المبكر، قاموا بالمبادرة والاستحواذ ومحاولة العودة وبصراحة سيطروا على أغلب مجريات الشوط الأول.
باولو ديبالا كان محورياً في هجوم اليوفي، هو من كان يحاول إيصال الكرة للثلث الأخير بينما كان غونزالو هيغوايين يحاول إبقاء الكرة معه وقتما استطاع.
على كل، فقد وقف كيلور نافاس ورفاقه من الدفاع (أشدد على أن راموس وفاران قدموا مباراة أسطورية وخاصة فاران) كالحصن المنيع أمام محاولات اليوفي. نافاس بنفسه قد قام بتصدٍ رائع لكرة هيغوايين القادمة من ديبالا ليبقي النتيجة كما هي. أفضل فرص يوفي في المباراة.
البطاقة الصفراء التي تلقاها بينتانكور كانت بداية النهاية. فبعدما تلقى الشاب البطاقة بدأ باللعب بحذر أكثر وتخوف زائد، لدرجة أن في لحظة من المباراة قام بنزيما بتخطيه كأنه لم يكن شيئاً. وبطبيعة الحال فإن سامي خضيرة بحكم سنه؛ لم يستطع تحمل وسط مكون من كاسيميرو، كروس ومودريتش وحده.
ومع تواجد إيسكو أيضاً في الصورة، وقلة دعم لاعبي الأطراف لليوفي، كانت المباراة بالنسبة لوسط مدريد كحصة تدريبية. لدرجة أن كروس (المكلف غالباً بالبناء من الخلف) قام بتسديد قذيفة ارتطمت في عارضة بوفون، وإيسكو لم يخطئ بتمرير 54 كرة!
ومع كل موهبة ديبالا مع الكرة، فإن تصرفاته بدونها هي ما طرحت جوفينتوس أرضاً. أول بطاقة تلقاها كانت بسبب تمثيله رغبة بالحصول على ركلة جزاء، عندما أوقفه راموس.
ثم تم طرده عندما تدخل بعنف على كارفاخال. وبالطبع خسر جوفينتوس أهم لاعبيه تقريباً شوطاً كاملاً ولعبوا ب١٠ لاعبين فقط.
في اللحظة التي حصل فيها هذا الأمر، لم يعد هناك طريق للرجوع. مدريد استعملوا أقوى أسلحتهم (الهجوم المرتد) حاول كريستيانو إعداد الكرة لفاسكيز لكن بوفون تعملق، أتى كارفخال مسرعاً من الخلف ليدعم الهجمة ورفع الكرة إلى منتصف منطقة الجزاء، وأتى كريستيانو بكرة من وحي الخيال ليسكنها شباك جانلويجي بوفون الذي شاهد أحلامه تتبخر أمام عينيه.
عندما تلاحظ تفاصيل الهدف، فإن رونالدو عاد من التسلل ووضع نفسه في مكان قانوني ثم اتخذ القرار بالققز وإسكان الكرة بتلك الطريقة للشباك، كل هذا في أجزاء من الثواني، وهذا م يجعل الهدف يرسخ في الذاكرة.
هنا فيديو للتحرك
بعد هذه الضربة الموجعة، حاول أليغري أن يلحق بعض الأضرار بالريال بإقحام ماندزوكيتش وماتويدي، لكن في الدقيقة الـ72 كانت الضربة القاضية من مارسيلو، الذي أودع الكرة الشباك بعد جملة رائعة مع كريستيانو.
وأعتذر على الإطالة أو التقصير، ألقاكم غداً بإذن الله.
@nedhal_1420_N7